يتعلق الخائبون بحبال الهواء بعد اختبار قوة وضع العالم كله على حافة الهاوية نتيجة قرار باراك أوباما بالعدوان على سوريا ويتسقط حلف الخيبة أي بادرة أو إشارة أو كلمة لينفخ فيها ويصنع من ضعفه قوة افتراضية عبر وسائل الإعلام عله يرتق ما تفتق وتشقق من أسمال العمالة والرهان على الغزو الأجنبي في خدمة إسرائيل. أولاً: إن ثبات التوازنات يختبر من قبل الإمبراطورية الأميركية المهزومة التي تواجه صدا روسيا صلبا وردا حازما على كل حرف أو كلمة يراد بها الانقلاب على الاتفاق المبرم الذي أنقذ الولاياتالمتحدة من مأزق عميق وأوجد طريقا سياسيا لاحتواء أزمة كبرى ظهرت عواقبها للقاصي والداني وأفهمت اميركا وإسرائيل والغرب كله حجم الكلفة التي سترتبها الحماقة بفعل قرار سوريا بمقاومة العدوان الاستعماري وثبات حلفائها إلى جانبها وتحويلهم معا لهذا التحالف إلى قوة اندماج هيكلية من قلب منظومة دفاعية واحدة عن الشرق كان الشريك الروسي في صلبها عبر التزامه بأن يقدم لسوريا كل ما تحتاجه في الدفاع عن نفسها عسكريا واقتصاديا كما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين الذي شبك فعليا منظومة المعلومات والاتصالات العسكرية للقوات المسلحة الروسية بغرفة عمليات القيادة العسكرية السورية. إن القدرة على الانقلاب على التسوية أي تسوية تفترض القدرة على احتمال العودة للمربع الأول ومن الواضح أن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل عاجزة عن تحمل التبعات ومجابهة لحظة الانفجار التي بانت بعض ملامحها في الصاروخين الملتبسين ولكنها تسعى مجتمعة لكسب بعض الوقت الضيق لتنشيط عصابات الإرهاب وتقديم ما يتسنى إيصاله من السلاح والمال بالتعاون مع حكومات السعودية وتركيا والأردن عل في ذلك ما يستنزف قدرة الدولة الوطنية السورية ويضعف موقعها التفاوضي مقابل زمر العملاء المعزولين. ثانياً: تفترض إدارة الصراع ضد المراوغة التي تديرها دول الغرب الاستعماري والحكومات العميلة المتورطة ممارسة أقصى درجات الحزم والصرامة في التعامل مع الجدول الزمني لالتزامات التسوية وينبغي ان يكون الأميركيون قد نفذوا ما يترتب عليهم من التزامات وإلزام لشركائهم بخصوص سوريا قبل موعد نفاذ التوقيع السوري على اتفاقية منع انتشار السلاح الكيماوي أي منتصف الشهر القادم هذا مع الإشارة الواجبة لما يتبدى من مسار طويل ومتعرج زمنيا ومكلف ماديا في هذا الملف برمته لكن الأهم هو تطبيق المبدأ الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد لجهة وضع جدول بخطوات متقابلة سورية وأميركية ملزمة تحسم تراجع الولاياتالمتحدة المعلن والصريح عن قرار العدوان وبمباشرتها تجفيف مستنقع دعم الإرهاب في سوريا من خلال فرض الالتزامات الواضحة على الحكومات المتورطة في الغرب وفي المنطقة . الحذر الواجب من مراوغة الأميركي ومن أفخاخه يفترض إبقاء اليد على الزناد وعدم التعويل فقط على الحزم الروسي الظاهر من خلال بيانات سيرغي لافروف وتصريحاته الجاهزة في وجه الاحتيال الغربي في مواضيع الفصل السابع وفي مسار التحقيق الأممي وقد انتزعت روسيا قرار استئناف التحقيق ورفضت الاتهامات المفبركة والجاهزة ضد الحكومة السورية بكل وضوح مما أثار هستيريا واشنطن المفضوحة. ثالثاً: لدى الدولة السورية كما لدى روسيا وقائع وشواهد عديدة عن امتلاك العصابات الإرهابية للسلاح الكيماوي الذي زودتها به حكومتا تركيا والسعودية ودربها عليه خبراء غربيون من مخابرات ثلاثي العدوان الاستعماري ومن الضروري التنبيه إلى أهمية استماع المحققين لمراسلة وكالة أسوشيتدبرس ديل غافلاك وزميلها الأردني يحيى عبابنة الذي شاركها في إعداد تحقيق تضمن معلومات خطيرة عن موت عشرات المسلحين والمدنيين في الغوطة بكيماوي سلمه بندر بن سلطان للمسلحين الذين أخفق بعضهم في تجهيزه داخل الأنفاق كما ذكرت المراسلة في تحقيقها المنشور نقلا عن والد مقاتل قتيل يدعى عبد المنعم ذكر ان قائد المجموعة المسلحة أبوعائشة قضى في النفق مع اثني عشر مسلحا خلال تحضير الكيماوي للاستعمال. إن المعركة ضد العدوانية الأميركية ليست مقارعة بالحجة وحدها فتوازن القوى الفعلي على الأرض هو العنصر الحاسم ومن الضروري الانتباه إلى ان إقلاع التسوية يبدو محكوما بمعادلات قاهرة رغم المكابرة الأميركية والغربية التي تردع برفع سقف التحدي والانتباه لكل شاردة وواردة وبفضح مهازل السعي لنقض حقيقة الهزيمة المدوية لحلف العدوان على سوريا أما الخائبون فليس بعيدا أوان صفعتهم وقد يحزم كثيرون منهم الحقائب هربا من الحقائق الصادمة عندما ستتلاحق التحولات المقدرة في تركيا والسعودية والأردن انسجاما مع الاضطرار الأميركي لقبول الحقائق المرة.