تناولت صحيفة السفير اللبنانية اليوم، آخر تطوارت المشهد السورى والمباردة الروسية التى تقضى بوضع مخزون الأسلحة الكيماوية الروسية تحت المراقبة الدولية، حيث اشارت بتراجع نبرة التهديد حول سوريا، وتعرض معسكر الحرب على الشام لنكسة، مؤكدة أن أبرز الخاسرين فيها رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، أول الداعين إلى شن الحرب على سوريا. وقالت الصحيفة إن الضربة الارتدادية، للصفقة الروسية – الأمريكية ستؤدى إلى إعادة النظر فى برهانات محلية لبنانية وإقليمية ودولية، انعقدت منذ 21 أغسطس الماضي، وهبوط ضباب «الكيميائي» فوق الغوطة الشامية، منبهة على توقف العد التنازلي لصواريخ «كروز» الموجهة نحو دمشق، بعد أن سلكت صفقة أمريكية روسية سورية طريقها، فى جوهرها موافقة واشنطن على تبادل المخزون الكيميائي السوري، بإلغاء الحرب، والتخلي عن المعارضة السورية. وأفادت الصحيفة أن تبلورت الصفقة بتتابع التصريحات الأمريكية والروسية والسورية منذ صباح الأمس، وهكذا أبلغ المعلم حليفه الروسي سيرجي لافروف موافقة دمشق على مبادرة روسية لوضع أسلحتها الكيميائية تحت مراقبة دولية، يمكن الجزم أنها حررت بأيد أمريكية روسية خلال قمة سان بطرسبرج الأسبوع الماضي. وبمجرد أن أعلن لافروف مبادئ المبادرة، رد المعلم «بترحيب القيادة السورية بالمبادرة، انطلاقا من حرصها على «أرواح مواطنينا وأمن بلدنا، ومن ثقتنا بحرص القيادة الروسية على منع العدوان الأمريكي على بلدنا». وقد تنقل الأسلحة الكيميائية السورية إلى قاعدة عسكرية روسية في طرطوس في مرحلة أولى، وتقول مصادر ديبلوماسية إن الصفقة الروسية – السورية التي عقدها لافروف والمعلم في موسكو تتضمن مرحلتين، وهو ما أوضحه من دون الدخول في التفاصيل، لافروف بقوله: «ندعو القادة السوريين ليس إلى الموافقة على وضع الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منها، ولكن أيضا إلى الانضمام بالكامل إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية». ولن تذهب الخطة التنفيذية بسرعة نحو نزع الأسلحة الكيميائية السورية في المرحلة الأولى، وستلعب البحرية الروسية، التي أرسلت المزيد من القطعات وسفينة إنزال أساسية إلى المتوسط، دورا أساسيا، في تحديد المخزون الكيميائي السوري، الذي ترعى المبادرة الروسية في هذه المرحلة تحييده، وتضعه تحت إشراف مباشر لخبرائها، كإحدى الضمانات لبناء الثقة، التي قدمها الروس للسوريين، لكي لا تقع هذه الأسلحة في الأيدي الغربية، ولكي لا تدخل سوريا في سيناريو عراقي لتفتيش لا ينتهي، ويتجاوز المهام المحددة للبعثات الدولية إلى قضايا أخرى. ورحبت دول إقليمية كبرى بالمباردة التى قدمتها روسيا منها فرنسا والصين وإيران وبريطاينا.