قالت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم، إنه ليس صحيحًا أن الإسلام السياسي بدأ في التطرف مع الثورة الإسلامة في إيران، فقبل ذلك كان هناك نوعين من التطرف باسم الدين، كان الأول الانقلاب ضد رئيس الوزراء الباكستاني "علي بوتو"، من قبل الجنرال "ضياء الحق"، ومع "الحق" بدأت إسلام آباد في التحرك نحو قوة نووية، وحولت أعينها عن الجماعات الإسلامية المتطرفة، مضيفة أنه في نفس العام، خلال انتخابات مايو في إسرائيل، هيمن حزب الليكود على العمل السياسي لأول مرة، مما يوضح التركيز الديني على السياسة الإقليمية. وأضافت أن الشكل الثاني هو الغزو السوفيتي لأفغانستان في إبريل 1978، فقد ساعد بشكل رئيسي على تمهيد الطريق للاستخبارات الأمريكية والسعودية، لتشكيل حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وبعد ذلك عاد "الخميني" من منفاه في باريس إلى طهران في عام 1979، وشهد بداية الثورة الإسلامية الإيرانية. وذكرت أنه في الخطوة التالية في السلم التصاعدي للإسلام السياسي، في 16 يوليو 1979، وانقلاب بغداد، الذي أطاح ب"حسن البكر" عن طريق "صدام حسين"، وإذا لم تتم الإطاحة ب"البكر"، فقد كان على وشك دمج العراق وسوريا كبلد واحد، ولكن الثورة الإيرانية أعطت الدوافع للرئيس السوري "حافظ الأسد"، مما أدى إلى استقطاب بين دمشق وبغداد، خلف الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في 22 سبتمبر 1980، واستغرقت عشرة أيام فقط، بعد انقلاب عسكري في تركيا. ولفتت الصحيفة أن إسرائيل أعلنت القدس عاصمتها في يوليو 1980، وبعدها وقعت مجزرة حماة وحمص في سوريا ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين، والتي تأسست في مصر عام 1928، والحملة العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في لبنان، كل ذلك ساهم في المزيد من التطرف من الإسلام السياسي. وفي تركيا، تطور الإسلام السياسي حتى وصل إلى حزب العدالة والتنمية، الذي فاز في انتخابات عام 2002، ولا يزال يحكم حتى الآن، فقد أثر الحزب إيجابيًا في فصائل معينة، كحركة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمغرب وتونس وسوريا، وبعد الربيع العربي، وجه رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" اهتمامه نحو هذه الموجة الجديدة من الإسلام السياسي. ورأت الصحيفة أن بلدان الربيع العربي لم تتمكن من النجاح في التجربة الديمقراطية واحتواء العلمانية، كما فعلت تركيا، ولذلك انخفضت شعبية الإسلام السياسي، وعلى النقيض كسبت حركات كتنظيم القاعدة الدعم، خاصة من الشباب الذي يحمل الكراهية للغرب.