تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس الخميس، في تقرير لها، الموقف الإيراني حيال الوضع في سوريا، خاصة مع سعي الإدارة الأمريكية بقيادة "باراك أوباما" للتدخل عسكريًا ضد سوريا. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تصريحات الرئيس الإيراني "حسن روحاني" أمس حول توجيه ضربة عسكرية لسوريا، تشير إلى أن "روحاني" يحاول تجنب الدخول في لهجة المواجهة مع الولاياتالمتحدة، على حد قول الصحيفة. وقالت الصحيفة إن الرئيس الإيراني "حسن روحاني" صرح بأن استقرار وأمن سوريا سيظلان في أولويات طهران، وأضافت الصحيفة أنه ليس واضحًا ما إذا كان هذا التصريح يمثل تحولاً في سياسة طهران أم لا حيال سوريا. وعادت الصحيفة لتؤكد على أن إيران جنبًا إلى جنب مع روسيا ولا تزال الحليف الأهم لسوريا، وأحد مصادر الدعم المادي والاستخباراتي وتستمر في هذا الدعم، كما هاجم قادتها قوات المتمردين بسبب تكوينها من الإرهابيين الممولين من الخارج بشكل كبير. وأشارت الصحيفة إلى أنه حال توجيه ضربة لسوريا بقيادة الولاياتالمتحدة قد يفجر انتقامًا من إيران أو حلفائها، بما في ذلك حزب الله في لبنان، ولكنها ترى أن التحول في لهجة طهران أصبح واضحًا بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، حيث تشير تعليقات المسئولين الإيرانيين في الصحف التي تديرها الحكومة إلى أن دعم إيران للرئيس "الأسد" قد يكون غير مطلق. كما ذكرت الصحيفة أن كل محاولات إيران للمساعدة في التوصل لحل سياسي للصارع في سوريا تم رفضها من قبل القوى الغربية، مبررين ذلك بأنها داعم للنظام السوري. واستعرضت الصحيفة الأمريكية تصريحات عدد من المسئولين الإيرانيين، حيث قال "حسين سلامي"، قائد في الحرس الثوري الإيراني، إن أي هجوم أمريكي على سوريا من شأنه تهديد الأمن القومي الأمريكي، كما قال العقيد "محمد رضا" إن أي اجتياح غير قانوني يمكن أن يؤدي إلى رد أكبر ضد الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين وخبراء آخرين يراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كان "روحاني" سيعتمد نهجًا أكثر مرونة في السياسة الخارجية أكثر من سلفه "أحمدي نجاد". وقال "حسين رويفاران"، محلل سياسي مختص في الشئون العربية ومقيم في طهران، "إن السلطات الإيرانية توافق بالاجماع على دعم سوريا، ولكنه يجب علينا ألا نتوقع من ساسة وخبراء عسكريين أن يتحدثوا نفس الطريقة".