حذرت الفصائل والقوى الفلسطينية من مخاطر أي تدخل غربي في الأزمة السورية الراهنة، مؤكدين أن أي عدوان يستهدف سوريا، فإن «إسرائيل» هي المستفيد الأوحد منه، وأن المنطقة جمعاء ستدفع ثمن التصعيد العسكري. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، جمال محيسن في تصريح خاص ل «البديل» أن «فتح» ترفض أي تدخل خارجي في سوريا؛ باعتبار أنه يخدم إسرائيل، مشددًا على احترام «فتح» إرادة الشعوب وعدم تدخلها في الشئون الداخلية العربية، لكنها ضد كل ما يؤثر على الأمن القومي العربي والتدخل الخارجي. وأشار محيسن إلى أن سوريا هي دولة عربية شقيقة وجارة، ولديها أراضٍ محتلة من إسرائيل؛ وبالتالي فإنه حين ينفذ العدوان الأمريكي وتدمر القوة العسكرية، فذلك يعد خدمة لإسرائيل؛ حتى لا تعود عند سوريا قدرة على تحرير الجولان المحتل. من ناحيته قال "أحمد المدلل" القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: "نحن كحركة مقاومة إسلامية لا نقبل بأي عدوان خارجي ضد أي بلد عربي أو مسلم، ولا يجوز في عقيدتنا الاستعانة بالمستعمر الأجنبي، ضد أبناء أمتنا وأوطاننا، مهما كانت الظروف والمبررات". وأضاف: "إننا ومنذ بداية الأحداث في سوريا، أعلنا بأننا مع الحل السياسي، الذي يحقن الدماء، ويحقق طموحات الشعب السوري، ويحفظ وحدة الشعب والأرض، ويحمي سوريا من الانهيار". وقال: "إن مصير سوريا وخياراتها شأن سوري ينبغي أن يقرره السوريون أنفسهم، بعيدًا عن أي تدخل خارجي من أي طرف". من جهتها أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التهديدات الأمريكية والغربية بالعدوان على سوريا، واعتبر القيادي بالجبهة "عمر شحادة" إقدام هذه الدول على شن الحرب عملاً خارج القانون ويزيد من تفاقم الوضع المتفجر في منطقة الشرق الأوسط، ويلحق أفدح الأذى بالشعب السوري والشعوب العربية، ويدخلها في أتون صراع مديد يهدد مستقبلها وسيادة ووحدة أرضها. وفي السياق ذاته، دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى أوسع حملة تضامنية سياسية وشعبية مع سوريا في مواجهة التحضيرات التي تقوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، على مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية بدون أي دليل مادي وملموس، وقبل أن تنتهي فرق التفتيش الدولية من مهمتها. وحذر "عوني أبو غوش" عضو المكتب السياسي والناطق الإعلامي الرسمي للجبهة، من تكرار المسلسل الدامي الذي جرى تنفيذه بالعراق بإدانة النظام العراقي آنذاك بامتلاك ما زعمته أسلحة دمار شامل لشن الحرب عليه وتدمير بنيته الأساسية وجيشه ، دون أن يثبت انه يملك مثل هذه الأسلحة. وأدانت فصائل تحالف القوى الفلسطينية التهديدات الأمريكية والغربية ضد سوريا وشعبها داعية جماهير الأمة العربية إلى الوقوف ضد هذه التهديدات والاستعداد للخروج بمسيرات حاشدة في كل مكان من الوطن العربي للوقوف والتصدي لقوى العدوان والتأكيد على وحدة الشعوب العربية ووحدة مصيرها. وجددت الفصائل في بيان مشترك صدر عنها رفضها التلويح بالعدوان على سوريا محذرة من تأثيراته الخطيرة على الأمن القومي العربي والمنطقة والذي يعد جزءا من حملة غربية صهيونية للنيل من سوريا خدمة لمصالح الكيان الصهيوني.