- الإخوان أمامهم فرصة حتى الآن للعودة إلى المجتمع - لست في حالة ارتياح نفسي تجاه التعديلات الدستورية - لابد من تطبيق العزل السياسي على رجال مبارك والإخوان قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، في حواره ل«البديل» إن جماعة الإخوان المسلمين مازالت مصرة على الانتحار السياسي حتى النهاية على الرغم من أن أمامها الفرصة حتى الآن للعودة إلى أحضان المجتمع، وذلك إذا قاد الشباب الجماعة وتخلصت من العنف وطريقة الإدارة الحالية وأثبت أنها مخلصه لمصر فقط، وإلى نص الحوار .. * ما رأيك في ما يحدث الآن على الساحة السياسة ؟ أعتقد أن الأمور الآن أصبحت في تحسن وستهدأ الأوضاع قريبًا جدًا، كما أتوقع خروج الجماعة من المشهد السياسي في الفترة المقبلة، وعليهم أن يعترفوا بالأمر الواقع وأنهم أصبحوا في مأزق سياسي وعليهم الصمت، وان كل ما يحدث الآن من اشتباكات وأعمال عنف بالشارع ما هي إلا محاولة لإثبات أنهم مازالوا موجودين، ولكن العكس صحيح وهذا واضح جدا من الحشد الإخواني الذي قل كثيرا في الأيام الماضية وخصوصا عقب إلقاء القبض على قيادات الجماعة، وكل ما يفعلونه الآن أنهم يحاولون إثبات للرأي العام أن القيادات غير مؤثرة عليهم وأنهم سيكملون مشوارهم بدونهم ولكن هذا غير صحيح بدليل قلة أعدادهم كل يوم عن ما قبله. * ما تعليقك على ما يتردد حول أن الأوضاع في مصر تحتاج إلى حاكم عسكري ؟ علينا الاعتراف بأن القائد الأعلى للقوات المسلحة لابد أن يكون صاحب خلفية عسكرية، وذلك ميراث لنا وجاءت 25 يناير للتخلص من هذا الميراث إلا أن المؤسسة العسكرية في واقع الأمر اصطدمت بثلاث عواقب أولهم أن يكون الرئيس الأعلى للقوات المسلحة "مدني"، وهذا ما لم تستطع التوافق معه، ثانيا أن كون تلك الحاكم المدني هو من التيار الإسلامي، العقدة الثالثة أن هذا الشخص وجد أنه "مخبولا عقليا" بالفعل ولن يستطيع أن يعمل على احتضان المؤسسة العسكرية والعمل معها ولا مع أي مؤسسة بل قام على التصادم المباشر معهم، وهذا تسبب لنا في العودة إلى الوراء مرة أخرى وعودتنا إلى مربع الصفر. * هل من الممكن أن تقبل الجماعة الاندماج في المشروع الوطني ؟ الفرصة أمام جماعة الإخوان المسلمين لا تزال موجودة للاندماج مرة أخرى بالمجتمع كما قلت والإلحاق بقطار العملية السياسة وإذا كان هناك نوع من الذكاء سيفعلون ذلك واعتقد أن من يستطيع أن يفعل ذلك بكل سهولة هم قيادات الصف الثالث لديهم أي "شباب الإخوان". * كيف ترى مستقبل الجماعة في مصر ؟ مستقبل الجماعة في مصر إلى زوال إن لم تلملم ما تبقى لها سريعا وتعتذر مما بدر منها في حق المجتمع، وهذا ما يفعله هم شبابهم أما القيادات فقد لفظهم المجتمع نهائيًا ولا عودة لهم، وأعمال العنف والإرهاب التي أقدمت عليها جماعة الإخوان منذ الإطاحة بمرسي وبشكل خاص بعد فض اعتصامات أنصارها أفقدت الجماعة جزءا كبيرا من شعبيتها التي كانت موجودة سابقا حينما كانت مضطهدة في فترة حكم مبارك، وأعتقد أن الجماعة بدأت في الفقدان التدريجي لشعبيتها منذ أن استغلت ثورة الشباب في 25 يناير، وبدأت بالقفز عليها للحصول على مكتسباتها فزاد الأمر مع حصولهم على الأغلبية البرلمانية ثم الوصول لكرسى الحكم. * ما رأيك في التعديلات الدستورية حتى الآن ؟ لست في حالة ارتياح نفسي لها، لأنني في الحقيقة أرى أن تنتقص الكثير وأنها إذا أقرت بهذا الشكل ستتسبب في العودة إلى مأزق الدستور مرة أخرى، وأرى أن مواد كثيرة حذفت وعدلت لابد من إعادة النظر إليها، فالعزل السياسي حق وواجب خصوصا في ظل أحكام قضائية تستند إلى أدلة هي في حقيقة الأمر غير موجودة على الرغم من ان المجتمع شاهد على كم الفساد المالي والسياسي الذي تسبب له النظامين الإخوانى وأنصار مبارك، وإعطاء سلطات كبيرة لرئيس الجمهورية في التعديلات الدستورية أيضا سبب لي قلقا، ومن المؤسف أيضا عودة نظام الفردي للانتخابات البرلمانية مرة أخرى، هذا يعنى عودة الفلول بقوة للساحة السياسية.