* إخراج صالح من اليمن كان ضمن خطة لاستئناف المبادرة الخليجية بعد انتهاء سيناريو التوريث بمقتل ابنه * الصليب الأحمر: صنعاء لم تعد تلك المدينة التي تعج بالحيوية.. والناس يعيشون يوما بيوم ويخشون الخروج للشارع كتبت: نفيسة الصباغ ووكالات: كشفت مصادر يمنية رسمية لصحيفة “القدس” الفلسطينية أن شقيق الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح وقائد الحرس الجمهوري هو الذي شن الهجوم الذي طال كبار المسئولين في مسجد القصر الرئاسي الجمعة الماضية. وأكدت المصادر الرسمية الموثوقة أن علي صالح مصاب بشظية في القلب وعينه مفقوءة وركبته مكسورة ولم يستطع الطاقم الطبي السعودي الذي حضر من الرياض، إلى صنعاء نقله على متن الطائرة للمستشفى إلا بعد إخضاعه لعملية جراحية أولية في القصر. وأشارت المصادر إلى أن صالح كان مصرًا على عدم مغادرة اليمن رغم وضعه الصحي الحرج، لولا الضغوط السعودية المكثفة، ويبدو أن إخراجه من اليمن يندرج ضمن خطة لاستئناف المبادرة الخليجية. وأضاف أن من بين القتلى نجل الرئيس اليمنى، أحمد علي صالح الذي كان يتولى قيادة الحرس الجمهوري قبل عمه، وهو ما يعني نهاية سيناريو التوريث الذي كان يراود صالح في حال اضطر للتنازل عن السلطة. وذكرت مصادر متطابقة أن شقيق صالح يحمل غضبا قديما على أخيه لأنه قتل نجله في الماضي وعزله من الجيش، قبل أن يسمح له بالخروج إلى أمريكا حيث أصبح من رجال الأعمال ولما احتاج إليه الرئيس علي صالح دعاه للعودة إلى اليمن، وسلمه منذ شهر قيادة الحرس الجمهوري لكن يبدو أن همه الأول كان الثأر لمقتل ابنه، ولذلك “بدأ بتصفية ابن شقيقه أحمد علي صالح”. كما قُتل في العملية وزير الداخلية ومستشار الرئيس للأمن القومي ورئيس المخابرات وقائد الوحدات الخاصة التي تحرس القصر الرئاسي وكثير من المسئولين السياسيين والأمنيين المقربين من صالح. وفي سياق متصل، أفادت مصادر إلى أن لقاءات مكثفة تجري بين “اللقاء المشترك” (جبهة المعارضة) من جهة والمعارضة الشبابية من جهة ثانية والعواصم الخليجية من جهة ثالثة لتكوين حكومة انتقالية تُحضر لانتخابات في غضون ستين يوما، وهي خطوة تندرج في إطار تطبيق بنود المبادرة الخليجية. والموضوع الذي أثار جدلا هو الاستعداد للقبول بوجود عناصر من حزب المؤتمر الحاكم في الوزارة الانتقالية من عدمه. والأرجح أن الأمور تتجه للقبول بالعناصر التي لم تتورط في جرائم في عهد علي عبدالله صالح. وفي الغضون، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير لها عن اليمن، أن أربعة أشهر من الاضطرابات المدنية أدت إلى خسائر بشرية كبيرة إذ تسببت بقتل أو جرح عشرات الأشخاص. وتقوم اللجنة الدولية بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني بإخلاء الجرحى والقتلى في صنعاء، والمساعدة في تزويد السكان بالمياه. أما في المناطق الأخرى من البلاد فتقدم المنظمتان الإسعافات الأولية للمتضررين من أعمال العنف. وقال “جان- نيكولا مارتي” رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن: ” بسبب القتال الدائر، غالباً ما كانت تجد الطواقم الطبية صعوبة في الوصول إلى بعض المناطق من صنعاء . وكلما كانت تحدث فترة من الهدوء، كان عشرات الأشخاص يتصلون باللجنة الدولية طالبين المساعدة في نقل الجرحى إلى المستشفى وجمع جثث الموتى“. وأضاف: “إننا عازمون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة أنشطتنا الإنسانية بصورة محايدة وغير متحيزة في صنعاء وفي المناطق الأخرى من البلاد“. وأوضح أن صنعاء لم تعد المدينة التي اعتدنا عليها، فعدما كانت مدينة تعج بالحياة وترى فيها الناس والسيارات تملأ الشوارع طوال النهار، والدكاكين المشعة بالأضواء تفتح أبوابها حتى ساعة متأخرة من الليل. أصبح الناس يعيشون كل يوم بيومه ويسعون إلى تخزين الطعام والماء تحسباً لأزمة يمكن أن تحدث، ويقبعون في منازلهم خوفاً من الجرائم، ويرسلون نساءهم وأطفالهم للإقامة لدى الأقارب في أماكن أكثر أمناً. وأضاف أنه نظراً لإغلاق العديد من أرباب الأعمال منشآتهم، أصبحت أعداد كبيرة من الوظائف مهددة ويكافح اليمنيون لتدبير أمورهم بالوسائل المتاحة. وإضافة إلى كل المشاكل الأخرى التي يواجهها السكان الذين كانوا يكافحون أصلاً لتوفير احتياجاتهم، أصبحت الكهرباء سلعة نادرة في مختلف أنحاء البلاد، إلى حد أن أغلبية الناس مرغمون على قضاء سهراتهم في الظلام. ومن جانبه، أوضح يوهانيس بروير، المسؤول عن قسم المياه والإسكان في اليمن قائلاً إن: “البلاد تعاني من انقطاعات في المياه تدوم طويلاً وتجعل الناس يشعرون بقلق دائم ويخشون ألا تتوفر لديهم كميات كافية من المياه النظيفة في نهاية اليوم “.