* الولاياتالمتحدة تفرج عن 150 مليون دولار كدفعة أولى من أموال القذافي المجمدة لدى واشنطن وتمد الثوار بعتاد من مخزون الجيش الأمريكي واشنطن- وكالات: امتنعت الولاياتالمتحدة عن الاعتراف دبلوماسيا بالمجلس الوطني الانتقالي غير أنها اعتبرته “شرعيا وذا مصداقية” خلال زيارة محمود جبريل المسؤول الثاني في الهيئة القيادية للثوار الليبيين إلى البيت الأبيض. وقال توم دونيلون مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي في بيان صدر خلال زيارة جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس ان “الولاياتالمتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وذا مصداقية عن الشعب الليبي”، وفق بيان صادر عن الرئاسة الأمريكية. وكان جبريل قال الخميس لشبكة “سي إن إن” إنه يتوقع أن تثمر لقاءاته في البيت الأبيض اعترافا رسميا من الولاياتالمتحدة بالثوار الليبيين. وجدد دونيلون في بيانه موقف باراك أوباما الرئيس الأمريكي الذي يعتبر أن الزعيم الليبي معمر القذافي “فقد شرعيته” و”عليه التخلي عن السلطة حالا”. وأضاف المستشار الرئاسي إنه “يحيي التزام المجلس الوطني الانتقالي في سبيل الانتقال إلى التعددية وضمان مستقبل ديمقراطي لليبيا”. وشكلت زيارة جبريل للبيت الأبيض المحطة المحورية في رحلة قام بها إلى الولاياتالمتحدة سعيا للحصول على مساعدة للثوار الذين يحتاجون إلى موارد. وقبل دونيلون التقى جبريل جيم شتاينبرج المساعد الأول لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية “لقد بحثا ضرورة توفير أموال لتخفيف معاناة الليبيين وتلبية حاجات المعارضة لتسيير شؤونها”. وعقد جبريل منذ الأربعاء لقاءات في الكونجرس وفي وسائل الإعلام لعرض قضية المجلس سعيا للحصول على اعتراف واشنطن به كممثل شرعي لليبيين على غرار ما فعلت فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وقطر بصورة خاصة. وأكد جبريل أن الرهان من زيارته سياسي بقدر ما هو مالي، معتبرا أن الحصول على اعتراف رسمي سيكون أساسيا لمنح الثوار الأموال التي هم بأمس الحاجة إليها. ووجه المسؤول في المجلس الانتقالي الخميس نداء استغاثة حقيقيا أمام مركز بروكينجز للدراسات. وقال “إننا امام مشكلة مالية عصيبة ... الأموال تكاد تنفد لدينا” موضحا أن الثوار سيحتاجون إلى ثلاثة مليارات دولارات في الأشهر المقبلة لتحمل أعباء النفقات المترتبة عليهم ولا سيما دفع أجور الموظفين. والواقع أن الكونجرس باشر آلية برلمانية هذا الأسبوع بعدما أعلنت هيلاري كلينتون أن واشنطن ستقتطع أموالا من أرصدة نظام القذافي المجمدة والبالغة حوالى 34 مليار دولار في الولاياتالمتحدة وحدها، من أجل مساعدة “الشعب الليبي”. وقالت مصادر أمريكية طلبت عدم كشف هويتها أنه سيتم تخصيص قسم ضئيل من هذه الأموال في مرحلة أولى، يصل إلى أكثر من 150 مليون دولار. كما باشرت الولاياتالمتحدة إمداد بنغازي بمواد وعتاد من مخزون الجيش الأمريكي بقيمة 25 مليون دولار. وأوصى علي الترهوني مسؤول الشؤون المالية في المجلس الوطني الانتقالي بمنح الثوار قرضا أمريكيا مضمونا بأموال القذافي من أجل تسريع الآلية. وأوضح صباح أمس أن الثوار توجهوا إلى فرع البنك المركزي الليبي في بنغازي للحصول على الأموال التي يحتاجون إليها. وحفر الثوار فجوة تحت المصرف بدل المجازفة بإحراق الأوراق المالية في حال اقتحام المصرف بانفجار، وقال إنهم عثروا على 500 مليون دينار، ما يوازي حوالى 200 مليون دولار.