قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" نقلا عن وكالة "رويترز" إن الرياض عرضت على موسكو الاتفاق بشأن الأزمة السورية، وبحسب "رويترز" فإن الأمير "بندر بن سلطان" رئيس المخابرات السعودية، وسكرتير مجلس الأمن القومي السعودي، عرض على الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال زيارته لموسكو في نهاية الشهر الماضي، صفقة كبيرة لشراء الأسلحة الروسية، تقدر قيمتها بنحو 15 مليار دولار، وتعهد على حد زعم مصادر "رويترز" بألا يهدد الغاز المستخرج في الخليج وضع روسيا، كمورد رئيسي للغاز للدول الأوروبية. وفي المقابل تريد السعودية من موسكو حسب "رويترز" أن تخفف دعمها القوي للرئيس السوري "بشار الأسد"، وتوافق على عدم عرقلة أي قرار يصدره مجلس الأمن الدولي بخصوص سوريا في المستقبل، وذكرت الصحيفة أن مصادر"رويترز" الدبلوماسية تفيد بأن الأمير "بندر" بدا مبتهجا بعد انتهاء المحادثات التي استغرقت 4 ساعات، أما رد فعل "بوتين" فكان غامضا. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر "رويترز" إن روسيا لا تصدق أن السعودية لديها خطة جدية لإحلال الاستقرار في سوريا، ويستبعد أن توافق موسكو على هذه الصفقة رغم ضخامتها، لأنها تعتبر أن سمعتها في الشرق الأوسط أغلى، ومع ذلك فإن الدبلوماسيين قالوا ل"رويترز"، إن موقف موسكو بعد زيارة بندر أصبح أكثر مرونة، والدليل على ذلك هو ضغط موسكو على "الأسد" ليوافق على زيارة مفتشي الأممالمتحدة ل 3 مناطق سورية، بدل منطقة واحدة. وأضافت الصحيفة أن لقاء "بوتين" ب"بندر" تم بالفعل، وعلق عليه المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف"، قائلا إن اللقاء تناول دائرة واسعة من مسائل العلاقات الثنائية، والوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن وسائل الإعلام لم تنشر أية صور مشتركة، الأمر الذي دفع الصحفيين إلى طرح فرضيات متباينة، وتقول الصحيفة إنه من غير المستبعد أن صفقة الأسلحة عرضت حقا، علما بأن هذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها السعودية مثل هذا الموقف. وقال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والتكنولوجيات "روسلان بوخوف" للصحيفة، "سبق لنا أن تعرضنا لمثل هذه الخدعة، وليس هناك أي ضمان لعدم تكرارها". وكانت موسكووالرياض قد وقعتا في يوليو عام 2008 اتفاقية التعاون العسكري التقني، وقامت شركة "روس أوبورون إكسبورت" آنذاك بإعداد رزمة كبيرة لاتفاقيات الأسلحة، حيث دار الحديث عن توريد 150 دبابة "تي 90 إس" بمبلغ 4 مليارات دولار، وكان مخططا أيضا لتوريد 30 مروحية "مي 35" ونحو 120 مروحية "مي – 17" و 250 عربة قتالية للمشاة، وبضع عشرات من منظومة "بوك إم 2 اي" المضادة للجو، وذلك في المرحلة الأولى. وافترضت المرحلة الثانية أن تشتري الرياض منظومات "إس – 300 فافوريت" المضادة للجو ومنظومات "بانتسير - إس 1"،لكن في الواقع وافق السعوديون على اختبار دبابات "تي – 90 إس"في الصحراء العربية ودفع كلفته وتنفيذ صفقة محدودة لشراء الأسلحة الخفيفة.