فى إطار سلسلة الأعشاب نقدم لكم اليوم "الكراويا"، وهى عشبة تستخدم منذ عهد الفراعنة لعلاج أمراض كثيرة، خاصة أمراض الجهاز الهضمى والصدر. ولمعرفة المزيد عن هذه العشبة يحدثنا الدكتور عبد العزيز ندير أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، فيقول: تحتوي الكراويا على زيت طيار وعدة مواد منشطة لإفرازات المعدة والأمعاء والغدد اللعابية، مثل "الدكارافون" و"الديليمونين"، ويعتبر زيت الكراويا مهدئًا للأطفال العصبين ودهانًا جديدًا لإزالة حالات المغص وطرد الغازات، وتستعمل الكراويا من الخارج لعلاج المغص لدى الأطفال بأن يملأ كيس صغير من القماش بالثمار، ويسخن ويوضع فوق البطن، ويفيد مشروب الكراويا في حالات ضعف الأعصاب، واستخدمه الإغريق كعلاج فعال لشحوب الوجه، خاصة لدى الفتيات، ويستخدم أيضًا لإزاله احتقانات الجهاز الهضمي والنزلات المعوية، ويساعد على الهضم، وتتناوله النساء لإدرار حليب الأم ولعلاج آلام أسفل البطن والمفاصل والعضلات، واستعمله الأطباء القدامى كمسحوق ضمن أدوية العيون وتركيبات الكحل. وأثبتت الدراسات الحديثة أن الكراويا لها رائحة عطرية تنشط الهضم وتتجشأ، أى "تتكرع"، وتزيل عسر الهضم، وتقوي الجسم مع فتح الشهية، وتعالج الغثيان والدوخة، وتمزج مع الأدوية الأخرى لإزالة آثارها السيئة، ولإضافة نكهة، فمثلاً تستعمل الكراوية مع المسهلات، ويوضع مطحون (بودرة) بذر الكراوية كلبخة على الكدمات، فيُسرع من شفائها، كما يعالج أمراض الصدر والسعال والرشح والنزلات، ويعالج البواسير، كطلاء موضعى مع تناوله بالطعام. فيما ذكر الدكتور حسن ندا إخصائى باطنة فى كتابه الدليل الطبى لفوائد الأعشاب مخاطر الكراويا وآثارها الجانية، فقال: تعتبر الكراويا بصورة عامة آمنة جدًّا، ومع ذلك يجب ألا يستعمل مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين الزيت الأساسي للكراويا؛ لأنها والأعشاب الأخرى من العائلة الخيمية، يمكن أن تسبب تهيجًا للجلد والأغشية المخاطية، وبالنسبة للحمل، ولم يتم إثبات سلامة الكراويا.