قال مصدر فلسطيني رفيع المستوى بأن هناك 5 أسباب دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول بالعودة للمفاوضات مع "إسرائيل" دون التزام الأخيرة بحدود عام 1967 كمرجعية وأساس لمحادثات السلام، ودون التزامها بوقف الاستيطان. وأكد المصدر لصحيفة القدس العربي اليوم، أن ضعف الموقف العربي كان على رأس الأسباب التي دفعت عباس للقبول بالعودة للمفاوضات بناء على ورقة أمريكية قدمها وزير الخارجية الأمريكية"جون كيري" للجانب الفلسطيني تؤكد أن المفاوضات ستجرى على أساس إقامة دولتين على أساس حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي على طرفي الحدود، إضافة للتعهد بالعمل على الحد من البناء الاستيطاني خارج التجمعات الاستيطانية الكبيرة، والتعهد بإطلاق سراح الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو الشهير والبالغ عددهم 104 أسرى على أن يتم إطلاق سراحهم على 4 دفعات بالتزامن مع تواصل جولات المفاوضات التي قد تستمر ما بين 6 9 أشهر على حد ما جاء في الورقة الأمريكية. وحسب المصدر فإن الضعف العربي الذي كان واضحا خلال الاجتماع مع كيري والموافقة العربية على استئناف المفاوضات دون تحقيق المطالب الفلسطينية بشأن مرجعية عملية السلام ووقف الاستيطان يعتبر من الأسباب التي دفعت للقبول بالذهاب للمفاوضات. وأشار المصدر إلى أن السبب الثاني الذي دفع عباس للقبول بالعودة للمفاوضات رغم المعارضة الشديدة لها من قبل أعضاء القيادة الفلسطينية هو اقتناعه بشكل مطلق بأن إسرائيل لن توقف الاستيطان من أجل استئناف المفاوضات باعتبار أن الاستيطان ورقة ضغط على الفلسطينيين والمجتمع الدولي لن تتخلى إسرائيل عنها إلا بالوصول لاتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين، فكان لا بد من العودة للمفاوضات لوقف الزحف الاستيطاني على أراضي الدولة الفلسطينية المنتظرة. والسبب الثالث الذي دفع عباس بالتوجه للمفاوضات، هو عدم مقدرة الفلسطينيين على تحمل كلفة الاصطدام بواشنطن وحلفائها من خلال رفض استئناف المفاوضات، خاصة وأن الفلسطينيين مكشوف ظهرهم من خلال ضعف الموقف العربي الرسمي الذي يُعبر عنه أمام الأمريكيين في الاجتماعات المغلقة على حد قول المصدر. ورابع الأسباب يتمثل بعدم تحمل الفلسطينيين كلفة قيام انتفاضة جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي إذا ما تم إغلاق باب المفاوضات، لذلك حرص عباس على أن يبقى باب المفاوضات مفتوحا برعاية أمريكية ومساندة أوروبية ومطالب فلسطينية مقبولة دوليا. أما السبب الخامس فإن الوضع الداخلي الفلسطيني وما يعانيه من انقسام ما بين الضفة الغربية وغزة وإصرار حماس على الاستفراد بحكم القطاع الذي ساهم في دفع عباس للقبول بالعودة للمفاوضات بوساطة أمريكية ومساندة أوروبية للمطالب الفلسطينية على أمل أن يتم إحراز تسوية سياسية تحافظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية . اخبارمصر-البديل