بعد ساعات من قرار مجلس الوزراء بتفويض وزارة الداخلية بفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، ضربت حالة من الانقسام جذور المجتمع المصري، فمن مبدأ «كل الدم حرام» سيطرت حالة من الرعب على الشارع؛ خوفًا من إراقة المزيد من الدماء، بينما سيطرت حالة من السعادة على البعض الآخر؛ لما يراه من إرهاب وتهديد للأمن القومي في تلك الاعتصامات، في الوقت الذي جاءت فيه تصريحات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية صباح أمس الخميس تؤكد اصطحاب فريق من النيابة العامة أثناء فض الاعتصام؛ لإثبات وجود أسلحة لدى المعتصمين. وتعقيبًا على تلك الأجواء، أكد الدكتور أحمد عبد ربه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن أجواء فض اعتصام النهضة ورابعة العدوية المؤيدة للرئيس عبثية، وذلك بعدما قامت كل مؤسسة في الدولة بتفويض مؤسسة أخرى دون وضوح الطرف الذي سيتحمل المسئولية السياسية عن خسائر فض الاعتصام، مشيرًا إلى أن اصطحاب فريق من النيابة في فض الاعتصام خطوة جيدة جدًّا، وأنه كان من الأفضل أن يكون معهم أيضًا حقوقيون. وأضاف عبد ربه أن قرار فض الاعتصام في الوقت الحالي بالاستراتيجية التي تعمل بها وزارة الداخلية قرار خاطئ تمامًا، موضحًا أنه كان يمكن اتباع أساليب أخرى في إنهاء الاعتصام كحصاره ومنع خروج أو دخول أى سيارات أو أفراد، خاصة مع دخول عيد الفطر، متوقعًا سقوط عدد كبير من الضحايا في تلك الأحداث إذا تم التعامل معها بطريقة غير صحيحة. بينما قال اللواء عبد الحميد زهران الخبير الأمني إن تفويض مجلس الوزارء مسئولية فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية إلى وزارة الداخلية هو قرار جيد، مؤكدًا أن اللواء محمد إبراهيم صاحب خبرة ومحنك فى أدائه المهني، مشيرًا إلى أنه يملك خطة لفض الاعتصام دون تصفية لقيادات جماعة الإخوان المسلمين، كما تزعم بعض وسائل الإعلام. وأكد زهران أن خطة فض الاعتصام تكون مدروسة جيدًا من قِبَل الوزير، موضحًا أن نزول النيابة مع الشرطة لفض الاعتصام يرجع إلى قبولهم أو رفضهم، فمن الممكن أن يرفضوا، وفى حالة موافقتهم سيكون موقفًا جيدًا، متوقعًا أن يستخدم المعتصمون جميع الأسلحة التى يتملكونها، فتجد الداخلية نفسها فى موقف حرج، ويتم الرد عليهم بالضرب بيد من حديد. وأوضح الخبير الأمني أنه يمكن أن يكون الفض من خلال محاولة التأثير النفسي على المعتصمين، عن طريق بعض أنصار تيار الإسلام السياسي المتصلين بالأمن الوطني؛ حتى لا تراق دماء جديدة. وشدد اللواء جمال أبو ذكري الخبير الأمني على أن الشرطة أصبح لها الحق في فض الاعتصام بالقوة في أى وقت، بعد تفويض مجلس الوزراء، خاصة بعد إثبات وجود أسلحة لدى المعتصمين. وقال أبو ذكري إنه من المحتمل أن تكون هناك خسائر كثير في الأرواح من صفوف رجال الشرطة، لافتًا إلى أن الإخوان يمتلكون جنودًا من حماس وحزب الله وتنظيم القاعدة، ولن يصمتوا فى ظل فضهم بالقوة، متوقعًا تواجد القوات المكلفة بالقبض على القيادات الإخوانية مع الشرطة؛ لأن تلك القيادات صدرت ضدها أحكام تصل إلى حد الإعدام. عبد ربه: أجواء فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية عبثية زهران: وزير الداخلية يملك خطة لفض الاعتصام دون تصفية لقيادات جماعة الإخوان المسلمين أبو ذكري: الشرطة أصبح لها الحق في فض الاعتصام بالقوة في أى وقت