أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس، عن أن اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب الكورية لم تكن "تعادلا" بين طرفي النزاع بل "انتصار" للولايات المتحدة، وذلك في خطاب بمناسبة الذكرى الستين لانتهاء الحرب. ويأتي تصريح أوباما كصدى للاحتفالات التي ينظمها النظام الشيوعي في بيونغ يانغ حيث دشن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون متحفا للحرب الكورية من بين أبرز موجوداته سفينة التجسس الأمريكية "يو إس إس بويبلو" التي ضبطتها القوات الشمالية في 1968. وفي 27 يوليو 1953، بعد ثلاث سنوات من اندلاعها، انتهت الحرب بين كوريا الشمالية الشيوعية وكوريا الجنوبية الرأسمالية باتفاقية هدنة وخط فاصل لم يغير كثيرا مساحة الأراضي التي كان كل طرف يسيطر عليها قبل اندلاع النزاع. ورغم هذا فإن كوريا الشمالية ترى في الهدنة "انتصارا" لقواتها في الحرب وهي تحيي سنويا هذه المناسبة باحتفالات ضخمة، وخلال حفل أقيم في واشنطن على مقربة من نصب لقدامى المقاتلين في الحرب الكورية قال أوباما "هنا اليوم يمكننا أن نقول بكل ثقة إن الحرب لم تنته بتعادل، كوريا كانت انتصارا". وأضاف "عندما يكون هناك 50 مليون كوري جنوبي يعيشون أحرارا، في ديمقراطية مفعمة بالحياة ولديهم أحد أكثر الاقتصادات دينامية فإن هذا يشكل تناقضا صارخا مع القمع والفقر اللذين يسودان الشمال، هذا انتصار، هذا تراثنا". كما أعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لأن تكون التضحيات التي بذلها الجنود الأمريكيون في الحرب الكورية لم تلق التقدير اللازم، مؤكدا أن هذا الأمر تغير في السنوات الأخيرة ولا سيما مع بناء النصب التذكاري في واشنطن المخصص لقدامى المحاربين في كوريا. وألقى وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل كلمة في الحفل أشاد فيها بالجنود الذين "حرروا ملايين الأشخاص من الطغيان"، وكانت الولاياتالمتحدة المساهم الأكبر في القوة المتعددة الجنسيات التي أرسلت إلى كوريا الجنوبية لصد الهجوم الذي شنته عليها قوات الشمال مدعومة من الصين. وشارك في الحرب الكورية 1,7 مليون جندي أمريكي، بينهم 33 ألفا و739 سقطوا قتلى و100 ألف أصيبوا بجروح، وكانت تلك الحرب الأولى التي يشارك فيها الجنود الأمريكيون دون ان يكون هناك تمييز عنصري بينهم. وانتهت الحرب الكورية باتفاقية هدنة لم تتطور إلى معاهدة سلام ما يعني أن الكوريتين لا تزالان رسميا في حالة حرب.