يواصل الجيش بالتنسيق مع الشرطة وقوات حرس الحدود، اليوم الأحد، عمليات ردم الأنفاق التي تستخدم في تهريب الوقود وغيره من البضائع إلى قطاع غزة، مما يعصف بكارثة اقتصادية وإنسانية هناك، وذلك كما وصفها أهالي القطاع. حيث أوضح محمد على بلال، الخبير الأمني والاستراتيجي، في تصريحات ل"البديل" أن غزة تعتبر هذه الأنفاق هي الرئة التي تمنحهم أوكسجين الحياة، ومتنفسهم الوحيد في ظل إغلاق المعابر الموصلة إلى القطاع، ومدخل للعالم الخارجي عن طريق مصر. وتابع بأن معظم السلع والبضائع التي يتم تهربيها عبر هذه الأنفاق تكون مدعمة، والتي تعانى مصر من ناقص شديد بها وتقوم باستيرادها مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري ونصيب الأسرة المصرية من هذه السلع، لذلك تتمسك القوات المسلحة المصرية بالقضاء على هذه الأنفاق، وإن كان من الصعب القضاء عليها بشكل نهائي لوجود بعضها داخل البيوت، مما يصعب عليهم الوصول إليها أو مهاجمتها، وذلك على حد قوله. على جانب آخر، أثر هدم هذه الأنفاق بشكل كبير على حياة أهالى غزة وخاصة في كمية الوقود، حيث انخفضت حركة السيارات في الشوارع، فيما اصطفت المئات منها أمام محطات توزيع الوقود في انتظار مواد بترولية، لنفاد كميات السولار والبنزين التي كان يتم إدخالها عبر هذه الأنفاق، حيث يحتاج القطاع يوميا إلى 400 ألف لتر سولار ونحو 200 ألف لتر بنزين، إضافة إلى 250 طنا من الغاز، وأن هذا الغلق والهدم المستمر للأنفاق دون فتح نقاط عبور أخرى، سيعرض غزة أن تكون على موعد مع كارثة إنسانية واقتصادية، وذلك كما تؤكد الحكومة المقالة بغزة. ويذكر أن هناك 7 معابر حدودية تحيط بقطاع غزة كانت مفتوحة قبل عام 2007، ومع تشديدها للحصار اعتمدت السلطات الإسرائيلية معبرين فقط، حيث أبقت إسرائيل على معبر "كرم أبو سالم" بين مصر وغزة وإسرائيل معبرًا تجاريًا وحيدًا، حصرت من خلاله إدخال البضائع بشكل جزئي ومحدود إلى القطاع، فيما أبقت على معبر "بيت حانون" شمالي القطاع بوابة لتنقل الأفراد بين غزة وإسرائيل . جدير بالذكر أن قوات الجيش تواصل عمليات ردم هذه الأنفاق والتي يتم من خلالها تهريب الوقود وغيرها من السلع والبضائع، وذلك بعد تضاعف عمليات التهريب بصورة تشكل خطورة كبيرة على أمن واقتصاد البلاد، وتستخدم القوات المسلحة في الفترة الأخيرة الدبش والحجارة والأسمنت في ردم الأنفاق، إضافة إلى محاولة القضاء عليها بإغراقها بالمياه بالاستعانة بالحفارات والآلات الضخمة، كما استمرت قوات حرس الحدود في ردم وتدمير الأنفاق على الشريط الحدودي برفح في محافظة شمال سيناء، وذلك للقضاء بشكل نهائي على عمليات التهريب التي تتم عن طريقها. أخبار مصر - البديل