نشرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" تقريرا لها اليوم، نقلت فيه عن محللين أتراك أن أنقرة قد كثفت من إجراءاتها الأمنية في المنطقة الحدودية المتاخمة لبلدة سوريا استولى عليها مسلحون أكراد من قوى المعارضة السورية وهي خطوة تبدو أنها تهدف إلى الحيلولة دون أن تشكل سياسة الأمر الواقع أي تهديدات لتركيا. وكانت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وهو جماعة كردية مسلحة تنتمي لحزب العمال الكردستاني المحظور على رأس العين شجعت أنقرة على إصدار تحذيرات وإرسال أسطول من الطائرات للتحليق بالقرب من المجال الجوي السوري. وتتعامل أنقرة على مدار عقود مع انشطة التمرد التي يقوم بها الحزب، وهو جماعة تدرجها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا ضمن قائمة الإرهاب قبل أن يعلن زعيمها وقف إطلاق النار مع الحكومة في مارس الماضى. وأثار إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي عزمه إقامة منطقة ذاتية الحكم في شمال سوريا ذكريات أليمة لدى أنقرة بسبب معركة حزب العمال الكردستاني لتحقيق الاستقلال الذاتي في جنوب شرق تركيا. وقال أركان أرتوسون محاضر السياسة الخارجية بجامعة تورجوت أوزل ومقرها أنقرة لوكالة انباء ("شينخوا" أمس "المناورات العسكرية التركية وتحذيرات المسئولين الأتراك تعني ردع أي تهديدات من شأنها أن تؤدي إلى إقامة منطقة يسيطر عليها جماعة إرهابية تنتمي لحزب العمال الكردستاني." وقال "لا أعتقد أن تركيا تريد أن تتورط في مأزق من خلال التدخل بشكل مباشر في تلك المرحلة، وستحدد أنقرة الإجراءات لاحتواء الآثار الناجمة عن تلك التطورات." وحذر وزير الخارجية التركي "أحمد داوود اوغلو" من أن أنقرة سترد فورا "بأقصى الطرق فاعلية"، ضد أي تهديد قادم من الجانب السوري وأشار إلى إن بعض الجماعات في سوريا تحاول استغلال الوضع في البلاد مضيفا أن "سياسة الأمر الواقع" ستثير مزيدا من الاشتباكات، في إشارة إلى سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على رأس العين. ويعتقد "حامد بيريس" خبير الدفاع ومكافحة الإرهاب في معهد التفكير الاستراتيجي أن اسوأ السيناريوهات بالنسبة لتركيا هو إقامة منطقة كردية ذاتية الحكم تمتد من شمالي العراق إلى البحر الأبيض المتوسط برغم أنه اعترف أن "هذا أمر غير مرجح". واتهم بيريس حزب الاتحاد الديمقراطي باستغلال انعدام القوة في تلك المنطقة، في إشارة إلى أن "تركيا لن تتسامح في اي تهديد لحدودها وسترد بما تراه ضروريا." كما يعتقد "قمر قاسم" نائب رئيس المنظمة البحثية الاستراتيجية الدولية ومقرها أن تركيا لن تسمح بإقامة ولاية ذاتية الحكم لحزب العمال الكردستاني بالقرب من حدودها مضيفا "سيطرة حزب الاتحاد على المنطقة قد يعتبر أنه تهديد إرهابي واضح ضد تركيا." وتعارض تركيا، التي تمتلك أكبر جيش في حلف الناتو بعد الولاياتالمتحدة، اتخاذ إجراء إحادي الجانب في المسألة السورية. اخبارمصر-البديل