نشر الموقع الإخباري الفرنسي "بوليفار فولتير" تقريرًا حول نتيجة الاستفتاء على التدخل الفرنسي في سوريا قرار صائب ويعكس فهم الشعب الفرنسي لواقع بلدهم. وأوضح الموقع أن نتيجة الاستفتاء التي أظهرت أن 60% من الشعب الفرنسي يرفضون أي تدخل في سوريا تعكس فهم الفرنسيين لمأساة التدخلات السابقة كما حدث في أفغانستان وليبيا وأخيرا التدخل في مالي. ويتابع الموقع قائلاً: إن الوضع المتأزم في سوريا ربما لم يكن ليصل إلى هذه المأساة لولا تدخل فرنساوالولاياتالمتحدة في المسألة الذين قاموا بتدويل الصراع السوري للدول المجاورة وتدخلوا بطرق مباشرة وغير مباشرة من خلال تدريب وتسليح المعارضة، على عكس الدور الحكيم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبر أن تسليح المعارضة يعني توسيع الحرب الأهلية في المنطقة كلها. ولفت إلى أن السعودية وقطر عملتا أيضا على تأجيج هذا الصراع عبر تسليح وتمويل المعارضة، بل وإدخال فكر سلفي لا يتناسب تاريخيًّا وعقائديًّا مع عادات المنطقة عبر مقاتلين من الدول المتشددة، وأوضح وزير الخارجية الفرنسي السابق والذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، "رولان دوما " أن نتيجة الاستفتاء الذي قام به معهد أيفوب بأن 60% من الفرنسيين يعارضون تدخل عسكري في سوريا، هو شيء واقعي بعد مأساة أفغانستان والفشل الليبي والمغامرة في مالي. ولفت "بوليفار فولتير" إلى أن الولاياتالمتحدةوفرنسا كررتا نفس الخطأ الذي ترتكباه في كل أزمة وهو عدم السماع للجانب الروسي الذي دائما ما يثبت أنه على صواب، مؤكدًا أن الشعب الفرنسي على حق ففرنسا ليس في يديها شيء فيما يتعلق بالأزمة السورية. ومن جانب آخر، يوضح الموقع أن الأحداث الأخيرة تثبت أن الصراع بدأ يصل إلى درجة يصعب التحكم فيه خاصة بعد المعلومات المتداولة حول تدخل مقاتلين تابعين لحركة طالبان في هذا القتال. واختتم الموقع متسائلا هل هذا الوقت يسمح لفرنسا بان تمارس سياسة تدخلية تفتقد هي في الأساس لوسائلها؟ غير أن تعليقات القراء على المقال جاءت مناهضة لسياسة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند التوسعية، حيث قال "فريدريك لو ريزيستا": إن فرنسا دائمًا ما تتبع سياسة الولاياتالمتحدة شئنها شأن قطر والسعودية. وأشار آخر إلى أن سياسة التدخل الغربي في سوريا ربما يقود إلى حرب أهلية، كما أن الحكومة البريطانية اختارت منذ بضعة أعوام التعاون مع الجماعات الإسلامية المتطرفة.