أعلنت صحيفة "روكاتر فا نوف" الفرنسية أن العديد من المسئولين السياسيين الفرنسيين عارضوا قرار فرنسا وبريطانيا بتسليح المعارضة السورية، وأضافوا أن إمداد المعارضة سيضيف لهذه الحرب حربا جديدة وستزداد حدة القتال بين الطرفين النظامي والمتمرد وهذا ما سيؤدي إلى مأساة أكبر وضحايا أكثر. وفي نفس السياق أشار وزير الداخلية الفرنسي السابق كلود جوا أنه بمجرد تسليم الأسلحة للمعارضة سيزداد حجم الرعب في سوريا كما سيرتفع عدد القتلى إلى أكثر من ذلك، وهذا يخالف حقوق الإنسان. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن العديد من السوريين بما فيهم المعارضة نفسها يعون جيدا أنه في حالة رحيل الأسد، فإن القتال سوف يستمر نتيجة لطبيعة سوريا وعدم الاتفاق بين الشعب نفسه، وبذلك فإن الأسلحة التي يتم تسليمها للمعارضة ضد الأسد في الوقت الحاضر ستصبح أداة لحرب أهلية مستقبلية. وتسألت الصحيفة : إلى من يتم تسليم الأسلحة في سوريا؟ إلى المعارضين للأسد أم إلى الجماعات الجهادية التي تعتبرها فرنسا وبريطانيا وأمريكا إرهابيين؟ فمن المؤكد أن هؤلاء الجهاديين سيستخدمون هذه الأسلحة ضد أمريكا وفرنسا كما يحدث في مالي. ولفت وزير الداخلية الفرنسي السابق إلى أن الولاياتالمتحدة قد سبقت وسلحت الجماعات الجهادية في أفغانستان بالأسلحة ثقيلة مثل " صواريخ سول-اير ستينجر" خلال الثمانينات من أجل قتال الاتحاد السوفيتي. ولكن منذ عام 2001 والولاياتالمتحدة تعاني في حربها لهذه الجماعات حتى الآن والتي أصبحت أعداء لأمريكا نفسها. وكما هو الحال في ليبيا، حينما قامت فرنسا بتسليح المعارضين لنظام العقيد السابق معمر القذافي، ونتج عنه خلق بؤرة إرهابية جديدة في شمال مالي أدى إلى تدخل فرنسا بعملية عسكرية للقضاء عليهم. وأفادت الصحيفة أن الخطأ الذي ارتكبه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في ليبيا سيرتكبه الرئيس الجديد فرانسوا أولاند تحت اسم الإنسانية.