قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم، إن تركيز البنك الدولي على قرض الدول الإفريقية لبناء السدود الضخمة زاد "الطين بلة"، حيث تعود المنافع من تلك السدود على الشركات وليس الشعوب. وذكرت الجريدة أنه في الخمسينيات والستينيات كان هناك موجة ضخمة من إنتاج الطاقة الكهرومائية في إفريقيا مثل مشاريع سدود كاريبا وانغا، لتحديث البلدان الإفريقية الفقيرة بين عشية وضحاها كما كانوا يأملون، ولكن اللجنة العالمية المستقلة المعنية بالسدود وجدت أن مثل هذه المخططات معقدة وذات تكلفة أكثر بكثير من إنتاجها للطاقة عن المتوقع. وقالت الجريدة إن المستفيدين الرئيسيين هم شركات التعدين ومصاهر الألومنيوم، بينما إفريقيا تركزت فيها البروز العالية من الجبال والمناطق الشاسعة الجافة دون أن تحل تلك السدود مشكلة الفقر والجفاف كما كان متوقع. وأشارت الجريدة لسدود انغا 1، 2 على نهر الكونغو كمثال، حيث بعد أن أمضى المانحين مليارات الدولارات عليها، إلا أن هناك أقل من 10% فقط من السكان هم من يحصلون على الكهرباء، هذا بالإضافة إلى أن تلك السدود تسببت في تشريد المجتمعات مما أعادهم لنقطة الصفر في الكفاح من اجل التعويض وإعادة تأهيلهم الاقتصادي بعد 50 عامًا، بدلاً من تقديم الحكومة لهم سبل رخاء سريعة. وتابعت الجريدة أن مثل تلك المشاريع أصبحت عائق في وجه التنمية في إفريقيا وليس العكس. وأضافت الجريدة أنه تحت الضغط الشعبي قام البنك الدولي وممولين آخرين بسحب تمويل السدود الكبيرة في منتصف التسعينيات، أي منذ ما يقرب من 20 عامًا، وقام البنك بدعم السدود المتوسطة وتأهيل مشاريع الطاقة الكهرومائية القائمة بدلاً من ذلك في أعقاب الاتجاه الذي حدده الممولين الجدد من البرازيل والصين والبنك الدولي يريد الآن العودة إلى دعم السدود الضخمة، التي تهدف إلى تحويل مناطق بأكملها، لذلك قال البنك الدولي في مارس أن مثل هذه المشاريع قد "تحفز الفوائد على نطاق واسع جدا لتحسين الوصول إلى خدمات البنية التحتية" ومكافحة تغير المناخ في نفس الوقت. كما ناقش مجلس إدراة البنك الدولي العودة لتمويل السدود الضخمة كجزء من استراتيجية الطاقة وذلك اليوم "الثلاثاء". وقد حدد البنك الدولي 12 بليون دولار لدعم ثلاث سدود إنغا على نهر الكونغو واثنين آخرين من خطط بمليارات الدولارات على نهر زامبيزي كأمثلة توضيحية للنهج الجديد. فإن جميع المشاريع الثلاثة سوف تقوم بتوليد الكهرباء في المقام الأول لشركات التعدين والمستهلكين من الطبقة المتوسطة من جنوب إفريقيا. وقالت الجريدة إن البنك الدولي تجاهل الحلول المتوفرة والسهلة وذهب لتمويل السدود الأكثر ضررًا وصعوبة فمثلاً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ليست فقط صديقة للمناخ؛ بل هي أكثر فاعلية من السدود الكبيرة في الوصول للفقراء في المناطق الريفية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.