قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الأربعاء، إن عددا قليلا من الزعماء الإسلامين في الجزائر وجهوا النصائح إلى جماعة الإخوان في مصر، بعد الإطاحة ب"محمد مرسي" الأسبوع الماضي، حيث نصحوا الإخوان بعدم تكرار أخطائهم أو حمل السلاح للانتقام من الانقلاب العسكري، وعدم النظر إلى الجزائر بل إلى تركيا، حيث أعادت تنظيم صفوفها، ووصل الإسلاميون إلى الحكم بعد فترة من استبعاد الجيش في عام 1997. وأوضحت الصحيفة أنه بعد 20 عاما، ما زالت الجزائر متأثرة بأحداث العنف التي شهدتها البلاد في التسعينيات، عقب تعطيل الجيش للمسار الانتخابي الذي كان لصالح الإسلاميين، ممثلين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وأشارت إلى أن هناك أوجه شبه كبيرة بين الجزائر ومصر، إلا أن عزل الجيش المصري ل "مرسي" بعد عام من توليه منصبه، نتيجة لاستعداء قطاعات كبيرة من المجتمع، قد يؤجج الفتنة في مصر، لكنها لن تأخذ نفس شكل الجزائر، وسيواجه الجيش تمردا مصريا من قبل الجماعات المتطرفة والجهاد الإسلامي، فالإخوان في مصر أكثر وحشية من إسلاميي الجزائر، فهي جماعة منضبطة عانت عقودا من القمع والتحدي. ورغم اختلافات الأحوال في البلدين، إلا أن الجزائر تقدم مجموعة من الدروس ينبغي لمصر تجنبها لكي تحقق مستقبلا أكثر استقرارا. ورأت الصحيفة البريطانية أن تجربة الإسلاميين الجزائريين تحذر الإخوان من الوقوع في فخ الهزيمة الذاتية للعنف أو اختيار الابتعاد عن العملية السياسية، وأيضا التجربة الجزائرية الفاشلة تحذر الجيش من قمع الإسلاميين أو محاولة إقصائهم عن العمل السياسي.