نشرت وكاله أنباء الصين "شينخوا"، مقاله تؤكد فيها أن مصر عاشت مؤخرا أزمة سياسية مستحكمة تخللها عزل الرئيس "محمد مرسي"، ومع إصدار الرئيس المصري المؤقت "عدلي منصور" قراراً بتكليف الدكتور "حازم الببلاوي" برئاسة الحكومة خلال المرحلة الانتقالية وطرحه لمبادرة شاملة للمصالحة الوطنية، يرى المحللون الصينيون أن مصر شرعت الآن تشق طريقها في مرحلة انتقالية جديدة، تتطلب تكاتف الجميع ونبذ العنف للعبور بالوطن إلى بر الأمان. أعرب مدير معهد شؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية "يانغ قوانغ"، عن ترحيبه بالإعلان الدستوري الذي صدر عن الرئيس "عدلي منصور"، مشيرا إلى أنه إذا تجسد كل ما ورد في الإعلان من الإجراءات على أرض الواقع بسلاسة، فسوف يسهم دون شك في استقرار الوضع الداخلي وإعادة بناء الحياة السياسية في مصر. واتفق معه في الرأي الباحث في قضايا الشرق الأوسط بمعهد البحوث الدولية، التابع لوكالة أنباء "شينخوا"، "قو تشنغ لونغ"، مؤكدا على أن المهمة الرئيسية أمام السلطة الحالية تكمن في تهدئة المتظاهرين المؤيدين لمرسي، واستعادة الأوضاع الأمنية والحياة الطبيعية في ربوع مصر. وقال "قو" إن عزل مرسي شكل ضربة كبيرة لمساعي القوى الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، في الصعود إلى السلطة والاندماج في المجتمع المدني بمنطقة الشرق الأوسط، وأن خيبة أمل تلك القوى ستدفعها إلى اللجوء إلى أسلوب العنف والقوة. وشاطره الرأي مدير المعهد الصيني لبحوث القضايا الدولية "تشيوي شينغ"، قائلا إن انتكاسة تجربة جماعة الإخوان المسلمين أتاحت فرصة لتسلل تنظيم القاعدة وتجنيد متطرفين في مصر، بل وفي الشرق الأوسط بأسره. وأجمع المحللون على أن الصعوبات التي تكابدها مصر حاليا في رحلتها للبحث عن نمط لتغيير وضعها الواهن اقتصاديا واجتماعيا، أمر طبيعي سبق وأن عاشته شعوب أخرى في العالم ومن بينها الشعب الصيني. وفي هذا الصدد، قال "تشيوي" إنه لا يتفق مع المزاعم القائلة بإن الأزمة في مصر تدل على فشل التجارب الديمقراطية فيها، وتبرهن على أن العالم العربي لا تناسبه الأنظمة الديمقراطية الغربية، وقال "يانغ" إنه في ظل ضعف القاعدة الاقتصادية، وارتفاع نسبة الأمية وعدم نضج أحزاب المعارضة، تحتاج مصر إلى قوة سياسية منفتحة وجبارة تدير شؤون الدولة، وتسيطر على الوضع العام، وتنتقى من بين جميع الأنظمة السياسية في العالم العناصر الجوهرية والمناسبة التي تتلاءم مع خصائص مجتمعها. واستخلص المحللون أن هذا يفسر موقف الحكومة الصينية الثابت إزاء ما حدث في مصر أو بلدان عربية أخرى، والمتمثل في أن الصين "تحترم اختيار الشعوب وترى أن ما يناسبهم هو الأفضل حتما".