قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أمس، إنه في خضم الأحداث الصاخبة التي تشهدها مصر منذ الأسبوع الماضي، اتهمت الولاياتالمتحدة بفعل الكثير؛ للتأثير على المشهد السياسي الراهن. وأضافت أنه من خلال النظر إلى شوارع القاهرة، يظهر أن الولاياتالمتحدة هي السر القوي الذي يقبع خلف تلك الأحداث، فأنصار الرئيس المعزول "محمد مرسي" يتهمون واشنطن بتشجيع الجيش على الانقلاب ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا، أما المحتجين المناهضين ل"مرسي" يعتقدون أن الإدارة الأمريكية تشجع الإخوان المسلمين على ممارسة الميول الديكتاتورية. وأوضحت الصحيفة أن النقاد داخل الولاياتالمتحدة يرون مصر في هذه الأثناء، حالة نموذجية، ودليل على تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط تحت قيادة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، فهناك الكثير من الشواهد، كعدم جدوى تدخل الإدارة الأمريكية فى دعوتها للنشطاء المناهضين ل"مرسي" بعدم المضي في معارضة الحكومة، وقولها ل"مرسي" بأن يقدم تنازلات كبرى للمحتجين وإخبارها للجيش بألا يستولي على السلطة. وذكرت الصحيفة أن مصر ثاني أكبر متلق للمساعدات الخارجية من الولاياتالمتحدة، منذ وقعت معاهدة "كامب ديفيد" للسلام مع إسرائيل في عام 1979، وحاليا تطالب واشنطن بقطع المساعدات، نتيجة الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا من قبل الجيش، رغم الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق. وتابعت: "يبدو أن الإدارة الأمريكية ستظهر بعض المرونة لتفسير الانقلاب، فحددت واشنطن شروط للحفاظ على المساعدات، تشمل سرعة إجراء انتخابات رئاسية جديدة، ووضع حد لاعتقالات المعارضين السياسيين والحملات الإعلامية". واختتمت الصحيفة البريطانية أن مثل هذه الأحداث المربكة والسريعة، التي وقعت بالأمس بين الجيش ومؤيدي "مرسي"، بمثابة أداة قوية للولايات المتحدة للتأثير بها على النتائج وعلاقتها بالجيش المصري، وعلى المدى الطويل في حالة تشكيل حكومة قادرة على البقاء، فإن سطوة الولاياتالمتحدة في صندوق النقد الدولي ستمنحها فرصة للتأثير على السياسة الاقتصادية لمصر، إلا أنه على المدى القصير لا تمتلك واشنطن خيارات كثيرة سوى محاولة العمل مع الجيش.