تشهد الحالة السياسية الراهنة حالة من الارتباك الشديد، عقب تراجع مؤسسة الرئاسة عن تنصيب الدكتور محمد البرادعي رئيسا للوزراء، حرصًا على عدم انسحاب حزب النور السلفي من المشهد السياسي في ظل إصراره على رفض رئيس حزب الدستور، ويرى مختار نوح، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن حزب النور شريك له ثقله في العملية السياسية، واعتراضهم على " البرادعي" له اعتبار وتم وضعه في الحسبان حتى لا ينسحب من المشهد حال تجاهل رأيه، مشيرا إلى أنه صاريمثل تيار الإسلام السياسي في مواجهة "الإخوان" طرف المعركة ، ولذلك يجب أن تحترم آرائه كشريك أساسي لا يجب إقصاءه بحجة عدم مشاركته في ثورة 30 يونيو أو في أي من فعاليات المعارضة، لافتا إلى أن رفض مشاركة الحزب في تظاهرات "الإخوان" وتقديم العديد من الانتقادات للدكتور محمد مرسي وحكومته على مرأى ومسمع من الجميع، كما أن يده لم تلوث بدماء المصريين معهم. وأضاف أن " البرادعي" قامة كبيرة وله ثقله الدولي ولن يؤثر فيه أن يصبح رئيسا للوزراء أو العكس. وأشار إلى أن تلويح "النور" بالخروج من طاولة الحوار والتوافق السياسي حسب ما صرح بسام الزرقا، عضو المجلس الرئاسي للحزب أمس، يعد خسارة فادحة له كحزب يمثل قطاع عريض من التيار الإسلامي السلمي في الشارع المصري، وأيضًا يضر بالمشهد السياسي بشكل عام لاحتياج القوى السياسية لفصيل إسلامي يعبر للمجتمع والعالم أن هناك شعب متوافق ضد جماعة الإخوان المسلمين. وفي المقابل أبدى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسي والباحث بمركز الأهرام للدراسات،استيائه من موقف حزب النور الأخير وانتقد سحب ترشيح " البرادعي" كنوع من الترضية للسلفيين، رغم كونه شخصية وطنية تتسم بالقبول الدولي والقدرة على التواصل مع الخارج بشكل أفضل يتسق مع المرحلة الراهنة. ويرى "ربيع" أن مؤسسة الرئاسة هي السبب في تضخيم حجم حزب النور بحجة عدم مشاركته مع جماعة الإخوان المسلمين في تأييد "مرسي"، مشيرا إلى أنه لن يستمر كثيرًا في إملاء شروطه وهناك وقفة منتظره من قبل رئيس الجمهورية يحسم بها الأمر. من جانبه طالب المهندس علاء الأمير، عضو الهيئة العليا بحزب الوطن السلفي، حزب النور بترك الحياة السياسية كحلًا وحيدًا لأزمته الحالية وكل قياداته عبر وسائل الإعلام لحفظ ما وحوههم لتبقى لهم مكانة في القلب قائلًا: إن اعتراضه على البيانات بعد حضوره مع السيسي لحظة ما وصفه بالانقلاب يعد اعترافا به ، وكل بيان أو رد فعل يفعله ما هو إلا زياده في الاعتراف. مختار نوح: المشهد السياسي يحتاج لتيار الاسلام السياسي الذي يمثله "النور" عمرو هاشم ربيع: الرئيس أعطى "النور" أكبر من حجمه.. والموقف سيحسم قريبًا