قضت محكمة فرنسية أمس، ببطلان ادعاء المحلل الإعلامي فليب كارسينتي، حول شريط استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، وغرمته بدفع مبلغ قدره 7 آلاف يورو "قرابة 9 آلاف دولار"على أن تدفع للتليفزيون الفرنسي، حسب أنباء موسكو. وصدور حكم بتغريم كارسينتي، هو الحلقة الأخيرة في سلسلة المحاكم المتتالية منذ عام 2004، عندما اتهم كارسينتي، الذي يدير جماعة "ميديا ريتينجز" للرقابة على الإعلام الفرنسي، القناة الثانية الفرنسية عام 2004 ببث لقطات ملفقة في نشرة الأخبار، معتبرا أن مشاهد إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حقيقية، ولكن مشاهد إطلاق النار على محمد الدرة ووالده جمال لم تكن حقيقية. وسبق أن أصدرت المحكمة حكما ضد كارسينتي عام 2006، ولكنه لجأ لمحكمة الاستئناف بادعائه أن الفيديو مفبرك، وأن القناة اقتطعت منه أجزاء، فطلبت المحكمة من القناة التليفزيونية تقديم التصوير كاملا، فنقضت الحكم بعام 2008، واستأنفت القناة الثانية الحكم في محكمة أعلى حكمت لصالحها أمس، وقال كارسينتي بعد إدانته "أشعر بالهدوء ليقيني أن الحقيقة ستتضح، على الرغم من 15 رصاصة لم تظهر قطرة دماء واحدة على ملابسهما أو جسديهما أو الحائط الذي يتكئان عليه". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة "حماس"، التي تحكم قطاع غزة ردا على صدور الحكم بتغريم كارسينتي "إنهم يخدعون ويتسترون على جرائمهم أمام الإعلام والعالم"، في حين أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية يغال بالمور إن موقف الحكومة ما زال ثابتا. وكانت لجنة حكومية إسرائيلية ادعت خلال مايو الماضي، في تقرير لها حول الجريمة، أن الطفل محمد الدرة لا يزال على قيد الحياة في نهاية الشريط الأصلي، الذي بثته قناة "فرانس 2" الفرنسية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. وقال التقرير إن المحطة الفرنسية لم تبث الشريط كاملا حينها، كما أكد عدم وجود أي أدلة تثبت إصابة الصبي ووالده برصاص الجيش الإسرائيلي، موجها اتهاما لمحطة "فرانس 2"، بأن زعمها بأن القوات الإسرائيلية قتلت الدرة كان "مدمرا" وكان بمثابة إلهام وتبرير للإرهاب ومعاداة السامية. وبناء على مراجعته للفيلم قال التقرير الإسرائيلي "لا يوجد دليل على أن الجيش الإسرائيلي كان مسئولا بأي حال عن التسبب في أي إصابات مزعومة" في الصبي ووالده، وأضاف أن "المراجعة أظهرت أن من المشكوك فيه بشكل كبير، أن فتحات الرصاص في المكان المجاور للاثنين، كان يمكن أن يكون مصدرها النيران القادمة من الموقع الإسرائيلي". وتضمن التقرير المؤلف من 36 صفحة أيضا "توجد مؤشرات عديدة بان الاثنين لم يصابا بالرصاص على الإطلاق، ومازالت هناك ضرورة لتصحيح وتوضيح رواية " فرانس 2" بشكل علني كأول خطوة نحو الحد من الآثار المدمرة للتقرير"، مستنتجة أن الطفل لا يزال حيا من نهاية فيديو بثته القناة له، وهو مختبئ في حضن أبيه، وظهر فيه بوضوح وهو يحرك يده. ورفضت المحكمة الفرنسية ادعاء الجانب "الإسرائيلي" الموجه ضد محطة "فرانس 2" أمس، ووصف كارسينتي الحكم بأنه "مشين ومخز".