علقت وسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة اليوم، علي خطاب الرئيس محمد مرسي أمس، معتبرة أنه بمثابة اعتراف صريح منه بفشله في إدارة حكم البلاد خلال عامه الأول. تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خطاب مرسي تحت عنوان "مرسي يعترف بأخطاء كثيرة: مئات المصابين في اشتباكات"، موضحة أن الأجواء تلتهب للاحتفال بالسنة الأولي لخليفة حسني مبارك في حكم مصر، مشيرة إلى أن هذه الاحتفالات تأتي بالتزامن مع الاشتباكات في عدد من المحافظات ترتب عليها وقوع مئات المصابين وعدد من القتلى. وأضافت الصحيفة العبرية أن حالة الغليان في مصر بلغت مؤشرا مقلقا، فبعد عام واحد فقط من حكم الإخوان المسلمين وتعيين الرئيس مرسى تعالت الصيحات تنادي بإسقاطه عن الحكم، مشيرة في تقريرها إلي استمارات حملة تمرد التي وقع عليها الملايين من أبناء الشعب المصري لسحب الثقة من الإخوان المسلمين. كما عنون موقع "واللا" تقريره بتصريح للرئيس محمد مرسي "مرسي: أخطأت لكن العنف خطر علي الديمقراطية"، وأوضح الموقع العبري أن مرسي خلال تقديم كشف حسابه أمس أمام الحضور بقاعة المؤتمرات أقر بأنه أخطأ خلال عامه الأول لحكم مصر، وأشار "واللا" إلى أن مرسي حاول خلال خطابه استقطاب شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير عبر تصريحاته بأنه يسعى لتعيين الشباب في المناصب السياسية مثل مساعدين للمحافظين والوزراء بأعمار بين العشرين والأربعين عاما. وأضاف "واللا" أنه قبل أن يتم "مرسي" عامه الأول في حكم مصر دعت المعارضة المصرية لتنظيم تظاهرات مليونية يوم 30 يونيو الجاري يطالبون فيها بإسقاط النظام مرة أخري مثلما كان مطلب ثورة يناير 2011، موضحا أن هذه الدعوات تلقى ترحيبا واسعا من قبل أبناء الشعب المصري. أما صحيفة "هآرتس" فقد تناولت خطاب مرسي في تقرير لها تحت عنوان "مصر تستعد لتظاهرات مليونية ضد الرئيس مرسي"، مشيرة إلى أن خطاب الرئيس مرسي أمس لم يتضمن سوى معاودة الاتهام للنظام السابق بالوقوف وراء عدم الإصلاح وخصصه مرسي لتوجيه رسائل تحذيرية لقيادات النظام السابق. وأوضحت صحيفة "هآرتس" أن سياسات مرسي تسببت في شرخ المجتمع وانقسامه بين مؤيدين ومعارضين أدى لوقوع كثير من الاحتجاجات وأعمال العنف بينهما، موضحة أنه بالتزامن مع خطاب مرسي كانت تجري اشتباكات بمدينة المنصورة أصيب خلالها المئات بجانب عدد من القتلى. ونشرت صحيفة "معاريف" تعليقها علي خطاب الرئيس محمد مرسي تحت عنوان "مرسي يعترف: أخطأت"، موضحة أن خطاب مرسي أمس كان مجرد محاولة تبرير لفشل سياساته خلال عامه الأول من حكم مصر، حيث استغرق خلال خطابه في الحديث عن تعداد الشعب المصري ومصاعب توفير احتياجاتهم التي اختاروه من أجلها العام الماضي. وأضافت "معاريف" أن مرسي وجه رسائل تحذير لكل من ينوي المشاركة في تظاهرات 30 يونيو عندما قال "لقد كانت في مصر ثورة واحدة هي 25 يناير، وهدف هذه الثورة تحقق ومصر وصلت للديمقراطية"، مشيرة إلى أنه اتهم المعارضة المصرية بأنهم يحاربون ضد الديمقراطية التي يحاول ترسيخها في المجتمع. وتطرقت القناة الثانية الإسرائيلية أيضا للخطاب وتناولته تحت عنوان "تذمر في مصر ومرسي: العنف سيؤدي للدمار والخراب"، موضحة أنه في الوقت الذي كان يقدم فيه مرسي كشف حساب عامه الأول من حكم مصر أمام أنصاره، كانت تقع علي مسافة غير بعيدة منه اشتباكات بمدينة المنصورة أدت لمقتل شخصين ومئات المصابين. وأشارت القناة إلى أن مرسي بدأ خطابه معترفا بعظم حجم التحديات التي تواجهه في إدارة البلاد، مضيفة أنه توعد بالوقوف في وجه هذه التحديات ومحاولة التغلب عليها، وأكدت أن الخطاب لم يكن سوى رسائل تحذير وتصفية حساب مع النظام السابق ورجاله. كما تناولت إذاعة "ريشت بيت" خطاب مرسي تحت عنوان "مرسي: الصراع السياسي خطر علي الديمقراطية"، موضحة أن الرئيس اختار الصراع السياسي الجاري في مصر ليلقي عليه باللوم في كل القرارات غير الصائبة والخطى غير الموفقة التي اتخذها خلال عامه الأول من حكم مصر. وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن خطاب مرسي كان موجها للنظام السابق بشكل عام ولعدد من القيادات التي خصها بالذكرى في خطابه أمثال أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، مشيرة إلى أن مرسي لم يكن موفقا في خطابه أمس بدليل أن دعوات التظاهر لم تتراجع بل بالعكس ربما يكون الخطاب محفزا أكثر للمشاركة في هذه المليونيات، مضيفة أن خطاب مرسي لم يلق استحسان الشعب المصري.