دعا الأنبا بطرس أول أمس فى الندوة المقامة بدار الكتب بباب الخلق، أن يكون يوم مجئ العائلة المقدسة إلى مصر عيدا قوميا لكل المصريين؛ لأن الجميع يؤمنون بالزيارة مما يدعم الوحدة الوطنية وينشط السياحة. قال د. خالد فهمى، رئيس دار الكتب، فى كلمته باحتفالية الدار، أمس الاثنين، أن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر: شرف وبركة نزعم أنها ما تزال موجودة على أرضها، فهى أسهمت فى تمتع مصر بترابط شعبها، وأكدت على مدار التاريخ ما تتمتع به مصر من الأمان الذى نطق به كل الكتب المقدسة. وأشار فهمى إلى أن المسلمين يعترفون بفضل المسيحية فى حماية الصحابة الكبار فى الحبشة, فى ظل ملكها المسيحى، وما زال المصريون من المسيحيين يحفظون للمسلمين إعادة الاعتبار للكنسية المصرية بعد الفتح الاسلامى، وإعادة الأب بنيامين إلى رأس الكنيسة المصرية بعد زمن طويل من الاضهاد الرومانى. وقال الأنبا بطرس بسطروس - أسقف مطرانية دمياط وكفر الشيخ: إن مصر بلد الأمان للسيد المسيح وأمه، فقد قال الملاك ليوسف النجار فى الرؤيا: "قم وخذ الصبى وأمه واذهب إلى مصر"، فمجيئه لم يكن صدفة، وإنما كان تدبيرًا إلهيًّا، فقد كان هناك بركة كبيرة يريد الله أن يبارك بها مصر وشعبها، وقالت النبوءة: "مبارك شعب مصر"، فلو كان الأمر مجرد هروب لكانت سوريا والعراق والأردن أقرب لفلسطين. ثم ظهرت رؤيا أخرى ليوسف النجار يأمره الله بالرجوع إلى فلسطين، لأنه قد مات هيرودس، وفى عودتهم مروا بجبل درنكة، وهكذا انتهت الرحلة التى استمرت 3 سنوات ونصف، قطعوا خلالها حوالى 2000 كيلو متر. ولى ملاحظتان؛ الأولى هى الجانب الروحى: لماذا جاءت العائلة المقدسة إلى مصر؟ وبه نقطتين؛ الأولى: الإيمان الحقيقى بطاعة الله، فعندما جاءت الرؤيا ليوسف آمن بها ولم ينكرها، مع أنه يعلم أن هذا المولود له رسالة لا بد أن تتم، ولن يمسه أى ضرر، ولكنه قدم طاعة إيمانية مثل طاعة أبينا إبراهيم، والنقطة الثانية: الهروب من الشر، فالذكى يبصر الشر فيتوارى؛ لأن النار لا تطفئ النار، وهناك مقولة "مالك نفسه خير من يملك مدينة"، فمن يشتم ويهين الآخر هو الضعيف. الملاحظة الثانية: نحتاج لأن نوظف رحلة العائلة المقدسة؛ لأنى أشعر أن هذا الأثر سيحقق نقلة نوعية لمصر، فقيل: إنها من الممكن أن توفر 30 مليون سائح لمصر سنويا، وهو نوع من السياحة الدينية، كما يمكن أن تساهم بنقلة نوعية فى 22 مدينة من شمال سينا إلى أسيوط، التى هى محطات الزيارة، وقد أرادت فرنسا تمويل هذا المشروع الذى قد يجذب 2 مليار مسيحى على مستوى العالم، وقد قال البابا شنودة: إن أماكن الرحلة المقدسة لا تقل أهمية ولا قدسية عن بيت لحم أو كنيسة القيامة الواقعين تحت الاحتلال الصهيونى، كما أن هناك 6 مليون سائح يزورون شمال باريس لزيارة مكان يقال إن السيدة العذراء ظهرت فيه لباريس، وفى تركيا هناك بيت يقال إن السيدة العذراء سكنت فيه، ولذلك يحضر إليه 4 مليون سائح. ولذا أقدم اقتراحا بجعل يوم دخول العائلة المقدسة مصر عيد قوميا لمصر، مما يدعم الوحدة القومية والوطنية، وينشط السياحة، والمعروف أن المسلمين يؤمنون بزيارة العذراء والسيد المسيح لمصر. وتحدث د. محمود عزب - مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار - قائلا: إن الشباب المصرى يهتم بالدين الإسلامى ولا يهتمون بالحضارة الإسلامية، ومن قبلها الحضارة القبطية والمصرية، والحضارة كلمة جامعة، ولقد غاب عنا النيل والوطن منذ أكثر من ربع قرن، وأخطأ من يقول إن الدين يمنع حب الوطن، وأستحضر كلمات جمال حمدان الذى قال: "إن مصر تقوم على أمور أربعة: مصر إفريقيا، ومصر النيل، ومصر المتوسط، ومصر آسيا، والذى لا يعى هذه الحقيقة لا يعرف وطنه. وقال عزب: إن الأزهر سيتبنى اقتراح جعل يوم مجيء العائلة المقدسة عيدا قوميا يتحد حوله المصريون جميعا.