علقت مجلة "نيو ريببلك" الأمريكية على الأوضاع السياسية المصرية والتظاهرات المرتقبة في 30 يونيو، قائلة: بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق"حسني مبارك" في 2011، فاز الإخوان والسلفيون بأغلبية المقاعد البرلمانية، وفاز" محمد مرسي" المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بمنصب رئيس الجمهورية، وسط وعود وردية للشعب المصري تمثلت في استعادة الأمن وإنعاش الاقتصاد والقصاص للشهداء وغيرها. ولكن كثرت الآن الحركات المعادية للإخوان وحلفائهم، وهي نتيجة لتصاعد الاحتقان الشعبي بشأن الإدارة الفاشلة للرئيس"مرسي" خلال السنة الأولى في منصبه، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية واختفى الوقود، وتكرار انقطاع التيار الكهربي لساعات طويلة مع دخول فصل الصيف شديد الحرارة على المصريين، كل هذا الفشل وضع المصريين على حافة الهاوية، بالإضافة إلى وقوع اشتباكات بين أنصار ومعارضي الإخوان، كل هذه الاضطرابات ستساعد في إشعال مظاهرات 30 يونيو فى الذكرى السنوية الأولى لتنصيب الرئيس "مرسي"، حيث ينظم نشطاء حملة "تمرد" هذه الاحتجاجات. ومن المتوقع أن تحصل أحداث عنف خلال تظاهرات 30 يونيو، وأحد السيناريوهات تتمثل في تدخل الجيش لوقف الاشتباكات، ولكن في هذا الوضع سيكون الجيش في مواجهة مباشرة مع الإخوان، حيث إن الأخير على استعداد لاستخدام السلاح، ففي العام الماضي كانوا يعتقدون أن المجلس العسكري لن يسمح ل"مرسي" الوصول إلى الرئاسة، وتوعدوا باستخدام الأسلحة، ولذلك فعلى الجيش تجنب مثل هذا السيناريو. ينكر الإخوان حالة الغليان والغضب الشعبي في الشارع المصري، ويتعاملون مع "مرسي" على أنه رئيس ناجح، وينظرون إليه باعتباره بداية المشروع الإسلامي الطويل، الذي وضع أساسه مؤسس جماعة الإخوان المسلمين"حسن البنا". ويعتقد الإخوان أن حملة "تمرد" هي مؤامرة خارجية لإسقاط الشرعية، ويعتزموا التظاهر في 28 يونيو حول القصر الرئاسي لحماية الرئيس "مرسي"، ولكن بطبيعة الحال نتذكر ما حدث في 5 ديسمبر من العام الماضي، عندما هاجم أنصار الإخوان المتظاهرين السلميين عند القصر الرئاسي واحتجزوا العشرات، واستخدموا العنف لإجبار البعض على الاعتراف بتلقيهم الأموال للنزول إلى المظاهرات، فقد أكد النشطاء استخدام الحزب الحاكم للعنف ضد خصومه. وحتى الآن يعتقد الإخوان أن ما حدث في ديسمبر الماضي عند قصر الاتحادية ما هي إلا محاولة لإنهاء شرعية الرئيس، وأن أنصار "مرسي" ذهبوا للدفاع عنه وحمايته، ولكن السؤال هنا "هل سترسل الجماعة أنصارها مرة أخرى لمواجهة المناهضين لمرسي نهاية الشهر الجاري؟". وفي الوقت نفسه، بدلا من أن يعمل الرئيس على تهدئة الأجواء المشحونة في هذه اللحظة الحرجة، يقوم بتغيرات سياسية تشعل الشارع المصري كحركة المحافظين الأخيرة وتعيينه سبعة من جماعة الإخوان كمحافظين جدد، حتى إنه عين محافظا لمدينة الأقصر ينتمي إلى الجماعة الإسلامية ومتورط في مذبحة الأقصر عام 1997، مما أجج الاحتجاجات ضد المحافظ حتى قدم استقالته الأحد الماضي. ويجد المصريون أنفسهم بين المعارضة التي تريد انتفاضة جديدة للتخلص من حكم "مرسي"، وقد تثير هذه الانتفاضة فوضى لا مثيل لها، وبين الحزب الحاكم العاجز عن إدارة البلاد، وفي نفس الوقت متبني لمبادئ العنف، ولذلك فأيا كان ما سيحدث يوم 30 يونيو، فإنه لن ينتهي بشكل جيد.