أثارت واقعة احتراق محطة وقود "مصر للبترول" بمنطقة الكوبري العالي بالمنيا والتي أسفرت عن إصابة 19 شخصًا وتفحم 7 دراجات نارية و"توك توك" واحتراق ماكينة ضخ الوقود والتي تحرر بشأنها المحضر رقم "6088" إداري قسم المنيا، حالة من الاستياء الشعبي الواسع بالمحافظة ترجمتها شبكات التواصل الاجتماعي وأحاديث العامة بالشوارع والمنازل. وانتقل ضباط القسم برئاسة العميد أحمد رستم مأمور قسم المنيا، وبقيادة النقيب أحمد أبو زيد ضابط من قوة قسم المنيا، وحضرت 7 سيارات إطفاء أخمدت الحريق ومنعت امتداده للمنازل المحيطة. التقى "البديل" بكافة الأطراف المعنية والمحيطة بالحادث، ففي البداية يقول "محمد عبده" رئيس حركة الأوتوبيسات بمدينة المنيا والمتواجد بصفة شبه دائمة بالمحطة إن أعمال البلطجة داخل محطات الوقود والمشاجرات المستمرة وأطرافها السائقين وأصحاب المحطات ورجال التموين والشرطة إلى جانب غياب رجال الأمن والسلوك الشعبي غير السوي وراء اشتعال النيران داخل المحطة، وهو ما أكده عصام خيري المتحدث الإعلامي للجماعة الإسلامية بالمنيا. وأضاف أن ما حدث لا يتعدي كونه انفلاتًا أمنيًّا وتجرؤ السائقين بانقضاضهم على ماكينة ضخ السولار، وهو مشهد يتكرر يوميًّا في ظل عدم تواجد أمني بالمرة؛ مما أدى إلى تعطل الدراجة النارية الماثلة أمام الماكينة بهدف التمويل، وعقب قيام السائق بإعادة تشغيل الدراجة البخارية والدوران للخروج من المحطة حدث شرر طفيف نجم عنه إصابة 19 شخصًا بينهم طالبان وشرطيان وعاملان بالمحطة، كما أسفر الحادث عن احتراق ماكينة التمويل، وقدرت بمبلغ 70 ألف جنيه وتفحم عدد 7 دراجات بخارية و"توك توك". ويقول "محمد عبد اللطيف مهران" سائق سيرفيس وشاهد عيان "وقت الحادث تكدست المحطة بالدراجات البخارية الخاصة بالبلطجية بحي أبو هلال، وزاد عدد الدراجات على الخمس دراجات؛ مما أحدث حالة من الهياج والصياح فور وصول سيارة التمويل التي تحمل السولار والبنزين، ولفت إلى غياب الجانب الأمني. وأكد عدد من السائقين أن العاملين بالمحطات الفاعل الرئيسي في التدافع على ماكينات الوقود؛ لتقديمهم بعض السيارات على الأخرى في حين تدار بعض السيارات والدراجات للخلف؛ بقصد التمويل بالتنسيق مع عمال المحطات في ظل تكدس الطوابير، حيث يستفيد العمال ماديًّا جراء ذلك. من جانبه نفى العميد أحمد رستم في اتصال هاتفي من "البديل" غياب الدور الأمني، وأرجع الحادث لسلوك السائقين، موضحًا أن حدوث شرر بإحدي الدراجات البخارية السبب الرئيس للحريق، وهو ما أكده أفراد الأمن المتواجدون أثناء الحادث. التقى "البديل" بعدد من المصابين داخل المستشفى العام بالمنيا، حيث يرقد 19 مصابًا بقسم الحروق وسط حضور كثيف لأهاليهم، وبعضهم في حالة حرجة؛ مما اضطر إدارة المستشفي إلى تحويل 3 أشخاص إلى العناية المركزية، كما غادر الشرطيان (حجاج أحمد نجيب "33 سنة" - رضا حمدي عبد الغني "32 سنة") إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة؛ لخطورة حالتهما. وأثناء حضور سيارة الإسعاف لنقل الشرطيين لمستشفى العجوزة، قام عزت محمد مندوب شرطة بإدارة الترحيلات والذي أبدى استياءه لعدم اهتمام شرطة المنيا بزميليه بقدر كافٍ قائلاً "لو ضابط شرطة كان الوزير قلب الدنيا"، واشتبك مع قيادات الشرطة وعلى رأسهم مدير شرطة النجدة والذي أكد ل"البديل" مرافقته وضباط القسم والعقيد طارق النجدي مسئول العلاقات العامة بمديرية الأمن للمصابين والاطمئنان عليهما لحظة بلحظة.