الحمد لله الحمد لله الحمد لله ...الذى نصر الأمة العربية فاطلقت الثورة فى كل مكان.. وهاهى مصر حصن العروبة والإسلام تخرج لاستكمال ثورتها حتى تحقق أهدافها.. هذا الشعب المعلم القائد هو صانع التغيير.. وتخطئ الطلائع الثورية خطأ جسيماً إذا رأت غير هذا.. وربما مما أثر على مسار ثورة 25 يناير ظنون بعض الطلائع والنخب انها صانعة الثورة بينما الحقيقة التاريخية الدائمة والفعلية –الآن- أن الجماهير هى صاحبة الثورة والتغيير. لقد حمل شهر يونيو الذى قررتم الانتفاض فى ختامه لاستكمال ثورتكم الرائعة أحداثاً جساماً مرت بهذا الوطن منها 18 يونيو 1953 حين ألغيت الملكية في مصر وأعلن النظام الجمهوري الذى حاول مبارك إسقاطه فسقط. وفى 18 يونيو 1956 تحقق أول أهداف ثورة 23 يوليو 1952 وهو الجلاء وخروج آخر جندى بريطانى من مصر.. ونكسة 5 يونيو 1967 ورفض الشعب العربى الهزيمة بعدها بأيام فى 9 و10 يونيو. ولن ننسى أنه فى آخر شهر يونيو ( تاريخ انتفاضكم) عام 1967 وعقب الهزيمة العسكرية بأقل من شهر وقعت واحدة من أعظم ملاحم البطولة التى سجلها الجيش المصرى العظيم فى معركة رأس العش على قناة السويس التى قاتلنا من أجلها بدمائنا وكانت رأس العش بداية استعادة الروح للعسكرية المصرية. ياجماهير 30 يونيو: لقد وصلتم إلى نفس ما انتهيت اليه من الموقف من جماعة الإخوان ومن سعيها الدائم والدؤوب للهيمنة والسيطرة والتمكين، ورغبتها المستمرة فى عدم التعاون والتفاهم وتجنب الاندماج مع مكونات المجتمع واستعدادها للتضحية بالأهداف والمصالح الوطنية من أجل أغراضهم ومصالحهم الضيقة إضافة الى ارتباطها بالمصالح الرأسمالية ونبذها مصالح الأغلبية الشعبية الكادحة. لقد تعاملت معهم منذ أكثر من نصف قرن وحاولت معهم وانتهيت الى هذه النتيجة.. ولقد كررت طلائع ثورة يناير التجربة وتعاملت معهم فى السنتين الآخيرتين وفى هذه الأيام وانتهوا الى نفس النتيجة التى انتهيت إليها من قبل مما يؤكد أن هذا ليس سلوك أفراد أو قادة وإنما هو نمط جماعة لم تتغير أغراضها ونهجها وأهدافها منذ عشرات السنيين. أما أهداف الشعب فهى هى الأخرى لم ولن تتغير فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية .. فتوحدوا حول أهدافكم وتمسكوا بها. أيها الأخوة المواطنيين: تعلمون أن الثورات المصرية هى حلقات مترابطة تتواصل ونضال يتكامل، وأن العدالة الاجتماعية هى قلب ثورة يوليو وقلب ثورة يناير أيضاً.. وأن الشعب صاحب السيادة وصانع التغيير وصاحب المصلحة فيه يريد مجتمع تسوده عدالة اجتماعية حقيقية. هذا هدف الجماهير وواجبها وحقها. إن الأسباب التى أدت الى هزيمة ثورة 1919 هى نفسها كانت أسباب ثورة 1952 وإن أسباب ثورة 25 يناير كانت استكمالاً لأهداف ثورة يوليو التى لم تحققها خاصة الديمقراطية السياسية ولاستعادة أهداف تم الانقلاب عليها فى المرحلة بعد 1970 خاصة العدالة الاجتماعية. تمسكوا بالاستقلال الوطنى والسيادة الوطنية فهو الهدف الأغلى للثورات المصرية منذ مقاومة الحملة الفرنسية فى القرن ال17 وحتى الآن وهو ماضحت من أجله الحركة الوطنية بالآلاف المؤلفة من الشهداء.. ومما يؤكد ذلك أنكم الآن ترفضون استمرار نظام الإخوان فى سياسة النظام القديم فى الخضوع للهيمنة الأمريكية والتطبيع مع العدو الصهيونى. وإن كان شعار التحرر الوطنى من الهيمنة الخارجية لم يكن فى شعارات البداية لثورة يناير إلا أنه كان عالياً فى وجدان وهتافات ميادين الثورة فى كل أنحاء الوطن . أقول لكم وأنتم تخرجون من أجل مصر.. لا تسقط المستبد بالاستعانة بالأجنبى وإن لم تقدر على إسقاطه اليوم دون تدخل خارجى فانتظر اللحظة المناسبة التى تكون فيها قادراً على اسقاطه وحدك..وكارثة العراق ومحرقة سوريا تؤكدان مخاطر الاستعانة بالأجنبى ..إنه خطر جسيم على الوحدة الوطنية وعلى وحدة الوطن وسيادته وسلامة أراضيه. درس التاريخ يقول لنا إن حرية الوطن دون حرية المواطن هى حرية منقوصة ومشوهة فإن حرية المواطن دون حرية الوطن هى حرية مشبوهة ..الحرية لاتتجزأ حرية الوطن وحرية المواطن معا.. وهى لاتحلق بالوطن الى التقدم والازدهار إلا بجناحيها الحرية الاجتماعية والحرية السياسية وهى فعلا لاتستطيع التحليق بجناح واحد.. فلا حرية لجائع ولاجاهل ولامحتاج ولامريض.. وحق المواطن فى تذكرة الانتخابات الديمقراطية لن يحقق التقدم للشعب والوطن دون حقه فى لقمة العيش الكريمة. ياجماهير 30 يونيو العظيمة: الشعب وحده المغير بإرادة الله .. وشعبنا من بداية التاريخ مؤمن بالله ولعمق إيمانه بالله وبالقيم الإنسانية السامية اتخذ السلمية طريقاً فى ثوراته ضد المستبدين وغالباً لم يستخدم الكفاح المسلح إلا ضد المستعمر والمحتل والغازى.. لقد أدرك شعبنا بطبيعته وبفطرته وبإيمانه حرمة الدم.. ويذكر التاريخ حين وقع الانقلاب العسكرى ضد دولة الوحدة العربية لفصل سوريا عن مصر كان يمكننا أن نردعه بالقوة وسندنا استفتاء شعبى حر أعلن فيه الشعب السورى بشكل قاطع رغبته القوية فى الوحدة وإرادة شعبية كاسحة تريد استمرار الوحدة..إلا أن حرمة الدم كانت دائمًا أمام عيوننا تمنعنا من أى إجراء لمواجهة الانفصال غير الشرعى خوفا من أن تراق الدماء السورية أو المصرية. إن الحل السلمى للصراع الطبقى الذى طرحته ثورة يوليو واتخذته سبيلاً لحل مشاكل المجتمع تأثرت به شعوب كثيرة فى تجاربها فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بل وأخذت به احزاب يسارية فى أوروبا مؤخراً. نؤمن بالسلمية حفاظاً على الأرواح أولاً، وأيضا حفاظاً على ماحققه الشعب من انجازات وحفاظاً على الدولة وعلى الثروة والمقدرات الوطنية. والسلمية ليست مجرد شعار وإنما هى معركة لقهر العنف والانجرار له وعدم الوقوع فى الاستفزاز أو الإغراء بالعنف والحفاظ على السلمية حتى انجاز أهداف الثورة. أيها الإخوة المواطنيين: استكمال ثورة 25 يناير يتطلب منكم مثابرة المناضلين وإصرار الأبطال ودأب المجاهدين وصلابة الثوار.. استكمال ثورتكم يحتاج منكم صموداً يستلهم صمود الأنبياء والصديقيين وكل العظماء الذين ضحوا من أجل شعبنا. يجب أن تتذكروا دائماً أنكم أصحاب دعوة تغيير ولا تواجهون الإخوان ومن يساندونهم فى مصر فقط بل تواجهون امكانات التنظيم الدولى للجماعة وقوى إقليمية ودولية تقف وراءهم. إن تجربة الشعب معهم فى كلا الثورتين يوليو1952 ويناير 2011 تؤكدان على على نفس النتيجة مع هذه "الجماعة". وشعبنا العربى فى مصر - بمسلميه ومسيحيه - أحد البناة الأوائل للحضارة العربية الإسلامية، كان طوال التاريخ هو المدافع عن العروبة والإسلام ولن يقبل مزايدة أو ادعاءات أو أكاذيب أو تضليل من تجار دين أو متطرفين أو مكفرين أو إرهابيين. إن الشعوب فى معاركها الكبرى تتسلح بالرؤية الشاملة.. فياطليعة النضال تسلحوا برؤية الشعب ومع الجماهير حددوا تفاصيلها واجتمعوا عليها ولاتتفرقوا ولاتكرروا خطأ 11 فبراير 2011.. استعدوا لكل التوقعات.. إن المعارك الكبرى تحتاج الى تكتيكات مختلفة ومتطورة تلائم المتغيرات والمفاجئات وخطط وألاعيب العدو. الوحدة الوطنية أيها الأخوة مفتاح النصر هذا درس ثورتى يوليو ويناير ودرس التاريخ أيضاً..وحدة قوى الشعب التى تشكل الكتلة القادرة على تحقيق التغيير. إن اتصال وترابط ثورات مصر والاتفاق الشعبى على الأهداف العليا للوطن والوحدة الوطنية فى الثورات والأحداث الكبرى كلها تؤكد أن الوطنية المصرية الجامعة هى القادرة على بناء المستقبل بدءً من الثورة حتى التنمية والازدهار. سيروا على بركة الله .... ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ ﴾ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته