تزداد المخاوف يوما بعد الآخر مع اقتراب 30 يونيو الذي حددته حركة "تمرد" لإعلان الغضب عن طريق التظاهر ضد الرئيس محمد مرسي والدعوة لتنحيه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في الوقت الذي يحشد فيه أنصاره للدفاع عنه، وتسرب الكلام عن نية البعض لحمل السلاح، خاصة من جانب بعض حلفاء الرئيس الذين لهم تاريخ مع العنف. وسط ذلك يرى بعض العقلاء ضرورة التروي من الطرفين وإحداث إصلاحات ترضي الشعب المصري لتجنب خلع الرئيس وإرضاء الجماهير الغاضبة في نفس الوقت. ويرى الدكتور رفعت السيد أحمد، المدير العام والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث، أن أي دعاوى تخرج في الوقت الحالي لنبذ العنف وعدم إقصاء الأخر من أي تيار أو حزب بدون جماعة الإخوان المسلمين أو الرئيس محمد مرسي لن يكون لها أي جدوى، مشيرا إلى أن القائم عن الحكم مطالب بالسعي نحو التهدئة ومع ذلك فإن ما يحدث هو العكس تماما، وظهر ذلك في حركة المحافظين الأخيرة التي لا جدوى لها سوى توزيع المناصب على جماعة الإخوان المسلمين وحليفتها الجماعة الإسلامية في غياب تام وإقصاء للآخر المعارض، ليضيع على نفسه واحدة من عشرات الفرص لنبذ الفوضى والعنف. واستطرد، كان على "مرسي" أن يشرك المعارضة على رأس تلك التغيرات ليبث رسالة تهدئة وسلام للشارع قبل يوم 30 يونيو، لذلك فالدعوة الآن يجب أن تأتي من الرئيس ودون ذلك يعد دردشة مقاهي ليس إلا. وأوصى مؤسس مركز يافا للدراسات والأبحاث "روشتة" نصائح للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من أجل التهدئة ونبذ الاقتتال وتتلخص في عدة قرارات يجب أن يعملوا وفقا لها، وتتلخص في إقالة حكومة هشام قنديل وتكليف قيادات جبهة الإنقاذ بتشكيل أخرى وطنية ائتلافية، إجراء تغيير آخر في المناصب الإدارية بالدولة كالمحافظين وإشراك قيادات القوى الوطنية بها، والتوقف عن إصدار القرارات العنترية كما حدث من قطع العلاقات مع سوريا إرضاءً لأمريكا في الوقت الذي نسيت فيه كل شعارات الجماعة القديمة وبقاء سفارة الكيان الصهيوني كما هي واستمرار العمل باتفاقية "كامب ديفيد". من جانبه دعا الدكتور محمد المختار المهدي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ورئيس الجمعية الشرعية، جموع المواطنين إلى التهدئة خلال المرحلة المقبلة وعدم التناحر والبارز لأن هذا يضر بمصلحة البلاد. وقال إن كلًا من أعضاء حركتي "تمرد" أو "تجرد" ليسوا خائفين على مصلحة البلاد و ممارساتهم كلها خاطئة و تؤدي إلى الفشل، مشيرًا إلى أن كل من يشترك في هذه الفوضى مؤيدًا كان أو معارضا لا يريد مصلحة مصر. ويرى المهدي أن هناك أصابع صهيونية تلعب باستقرار مصر وتريد أن تحدث حالة من الفوضى، ويجب على الشعب أن يعي هذا جيدًا ويتسم بالسلمية في كافة مطالباته أيًا كانت. وقال الكاتب الصحفي سعد هجرس ، إن نبذ العنف ووقف الاقتتال بين المصريين هو ما تسعى له معظم الأحزاب ، عن طريقة توعية أعضائها وحثهم على الالتزام بالسلمية وتقبل الآخر أيا كانت اتجاهاته السياسية ، مؤكدا أن النزول بكثافة إلى الميادين في جميع المحافظات سيمنع أي ممارسات عنيفة لأن من يريدون نشر الفوضى والتخريب لا يستطيعون تنفيذ خططهم في ظل الحضور الجماهيري الواسع. وشدد على أن الدولة عليها مسئولية كبيرة في الحفاظ على أرواح المواطنين، و تُثبت أجهزة الأمن أنها تعمل لصالح الشعب ، وتحمي ممتلكاته وتلتزم بالحياد ، لأنها ليست ملكا لجماعة الإخوان المسلمين حتى تجعل مقراتهم قلاع محصنة في الوقت الذي تضرب فيه الثوار أو تتراخى في تأمينهم، لافتا إلى أن المعارضة وفي القلب منها جبهة الإنقاذ تشدد كل يوم على ضرورة توصيل رسالتها بطرق سلمية ومنع الاحتكاك مع أصحاب الرؤى المختلفة ، لأن الحشد الأكبر سيكون من نصيب المعارضين ويمكنهم تجنب الخلافات ووقف أعمال العنف والتخريب. وأضاف هجرس أن من يفتعلون الأزمات وينشرون الفوضى إما أن يكونوا من "البلطجية" ، و يعملون في الغالب لصالح جهاز الحكم ، و معروفون لدى الأجهزة الأمنية ويسهل ملاحقتهم وإخضاعهم للقانون ، ولكنهم يظهروا في أوقات الاحتجاجات ويؤدون الدور المطلوب منهم ثم يختفون ، ولذلك يجب تحجيمهم والحد من خطورتهم قبل 30 يونيو ، لافتا إلى أن الطرف الأكثر بطشا هم جماعات اليمين الديني أوالمتطرفين –على حد قوله - ، لافتا إلى أنهم محترفون في العنف ، والتاريخ يشهد بذلك عندما قتلوا الرئيس أنور السادات ، وقتلوا الأدباء وكفروا المثقفين مثلما حدث مع فرج فودة. رفعت سيد أحمد: أقدم ل"مرسي" روشتة ببعض الإصلاحات السياسية لتهدئة الغاضبون سعد هجرس: الحضور الجماهيري الواسع في الميادين يمنع تواجد البلطجية والمتطرف