أثارت الأحكام الصادرة عن محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار "مكرم عواد" الخاصة بقضية "التمويل الأجنبي لبعض المنظمات الأهلية" سخط الكونجرس الأمريكي الذي أعرب بعض مشرعيه عن استيائهم الشديد لصدور هذه الأحكام، ومن جهة أخرى جاءت مذكرة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" برفع القيود عن المساعدات العسكرية المصرية، وهذا ما طرح تباينًا في وجهات النظر في داخل البيت الأمريكي حول تلك المساعدات. وفى هذا السياق أكد الدكتور إكرام بدر الدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن "ما يحدث الآن من خلاف حول المساعدات التي تقوم أمريكا بمنحها لمصر شيء طبيعي ومتكرر يحدث تقريبًا كل عام؛ فالإدارة يكون لها رأى والكونجرس يخالف هذا الرأي، وهذا كما نعلم لوجود بعض الأعضاء من اللوبي الصهيوني المسيطر عليه، ولكن غالباً ما ينتصر رأى الإدارة في النهاية". وأكد بدر الدين أن أي دولة تربطها مصالح مشتركة مع باقي الدول، وأنه لا توجد دولة تقوم بتقديم المساعدات والمنح بدون أدنى استفادة. فأمريكا تقوم بإمداد مصر بالمساعدات العسكرية؛ وذلك لعدة أسباب، منها "تشجيع مصر للتمسك بمعاهدة السلام، تدعيم مكافحة الإرهاب، زيادة القدرة العسكرية للقوات المسلحة؛ لتصدى للهجمات التي يمكن أن تحدث في سيناء"، مضيفًا أن "كل هذا بالتالي سيحافظ على المصالح الأمريكية بالمنطقة". وأشار بدر الدين إلى أنه من الممكن أن تستخدم هذه المساعدات كوسيلة للضغط أحياناً لتبني وجهة نظر سياسية معينة. وعلى جانب آخر أشار الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد إلى أن الأحكام التي صدرت بشأن قضية "التمويل الأجنبي" ستؤثر بشكل ما على المعونة العسكرية، وذلك لحين اتخاذ قرار بشأن الإفراج عن هؤلاء مثل ما حدث في ظل المجلس العسكري، حيث تم تهريب هؤلاء المتهمين في الفترة التي تولى فيها عبد المعز إبراهيم المحاكمة. وأضاف زهران "أنا رافض لكامب ديفيد، والمعونات التي تأتى من الخارج، وأرى أنه يجب على مصر أن تعتمد على نفسها بدلاً من انتظار تلك المساعدات الخارجية، فكلنا على علم بأن أمريكا مخترقة للشأن الداخلي لمصر، فهي لها علاقات مع الشعب والجيش والمؤسسة العسكرية، وأخيراً لها علاقة بالإخوان والقوى السياسية". بدر الدين: الخلاف بين الكونجرس الأمريكي والإدارة حول المساعدات العسكرية متكرر زهران: الأحكام التي تخص التمويل الأجنبي ستؤثر بشكل ما على المعونة الأمريكية