استطاع باحثون استخدام قوة التفكير في توجيه مروحية، تعمل بالتحكم عن بعد، في صالة ألعاب مليئة بعقبات تعترض سبيل طيرانها. وركز العرض على إبراز عدد من المساعي الرامية إلى ترجمة الأنماط الكهربائية للأفكار، وتحويلها إلى حركات في العالم الافتراضي والحقيقي، وتباينت التطبيقات من حيث تقديم مساعدة لمن يعانون من اعتلالات الانتكاس العصبي إلى ابتكار طرق جديدة لألعاب الفيديو-جيم. كما استعانت الدراسة، المنشورة بدورية معنية بهندسة الجهاز العصبي، برأس خارجي لالتقاط الأنشطة الكهربائية للمخ، تلك المناهج ليست خيالية، بل إن هذا المنهج، والمناهج الأخرى المشابهة، تتطلب تدريب نظام إليكتروني بغية التعرف على أنماط إشارات المخ في جهاز رسم الموجات الكهربائية، وهي بمثابة خارطة للنشاط الكهربائي، فهذه الأفكار، مثل إحكام قبضة كف اليد اليسرى، تترجم إلى حركات للمروحية، تعني في هذا الحالة الاتجاه إلى الجهة اليسرى. ومازال جهاز رسم الموجات الكهربائية للمخ، يسجل فوضى من حيث الإشارات الكهربائية غير محددة المعالم، والتي يصعب فك شفرتها، لكن تلك الإشارات المتعلقة بالحركة، أو مجرد التفكير فيها اثبت أنها أقوى الإشارات بل وأكثرها تكرارًا، وتستخدم مثل هذه الأفكار بالفعل في توجيه المقاعد المتحركة المجهزة بمحرك، فضلًا عن استخدام إشارات المخ، التي يمكن الاعتماد عليها في أول "أوركسترا للدماغ" في العالم. حتى شركات التكنولوجيا، رأت وجود إمكانيات يمكن استغلالها من وراء هذه الفكرة، وذكرت أنباء أن شركة سامسونج تعكف على إنتاج كمبيوتر لوحي يخضع لعمليات "التحكم بالدماغ". وعندما يتمكن الباحثون من الوصول إلى المخ مباشرة، يمكنهم التركيز على مناطق أكثر دقة تتعلق بنشاط المخ، كمساعدة للمعاقين. وفيما يتعلق بالعمل الراهن، جرى اختيار خمسة مشاركين لارتداء غطاء بسيط يضم 64 قطبًا كهربيًا، استخدموها لتعليم الكمبيوتر أنماط المخ التي تستجيب للأفكار المتعلقة بالحركة، وهي تتلخص في إحكام القبض على الكف الأيسر والأيمن لتوجيه الحركة إلى اليسار وإلى اليمين، وإحكام القبض على الكفين للحركة إلى أعلى، وعدم اتخاذ أي إجراء من الحركة للأسفل. وجرى إعداد الكمبيوتر لتحريك المروحية باستخدام موجات الواي فاي، من خلال الاستعانة بأفكار المشاركين خلال عملية التحكم، وصممت المروحية للطيران عبر صالة ألعاب رياضية مليئة بالعقبات تابعة للجامعة، وبلغت نسبة نجاح المشاركين من حيث تفادي العقبات الموضوعة 90 في المئة.