استضاف اليوم التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الأستاذ ميخائيل عوض، في لقاءٍ حول "القراءة الاستراتيجية للمنطقة ما بعد القصير"، بحضور معالي الدكتور عصام نعمان وشخصيات سياسية وثقافية. وقد استهل أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار مرحبا، واصفا معركة القصير وتحريرها من المشروع الأمريكي الصهيوني وعصاباته على اختلاف مشاربها وجنسياتها بأنه ليس إسقاطا للقصير، بل قيام لها لأخذ دورها العربي والإسلامي الممانع والمقاوم بمواجهة حرب استهداف سوريا وشعبها والمنطقة عموما. وأضاف: "إن تحديد المقاومة بأجندة مبرمجة أو حصرها بإطار مذهبي ومناطقي وجغرافي لمحاولة إنهائها على غرار ما جرى لفلسطين واحتسابها قضية أهلها فحسب هو محاولة إسقاط من قوى الاستكبار ومشروعها التفتيتي وعصاباتها الإرهابية وتزويرٍ لماهية ومفهوم المقاومة كخيار استراتيجي ووحدوي للدفاع عن قضايا الأمة في أي زمان ومكان بمواجهة التحديات والتعديات، سبيلا لتحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر وعودة شعبها". بدوره، انطلق عوض في قراءته من أن سوريا "عمود الشمس" ونقطة الفصل بين الشرق والغرب ومفصل التوازن والاستراتيجيات في بعدها التاريخي؛ والقصير شاهدٌ باعتبارها "قادش" التي تعود الى القرن العاشر قبل الميلاد، من هنا فمعركة القصير تحولٌ نوعيٌّ في سياق الحرب المفتوحة على سوريا والمنطقة، حيث شكل تصاعد خيار المقاومة تجاوزاً لحدود "سايكس-بيكو" بالالتحام مع الجيش العربي السوري في المسار والمصير، والانتقال التاريخي من موقع الدفاع إلى الهجوم بمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني وأدواته وعصاباته. وأضاف: "إن صمود سوريا وتماسكها بقيادتها ومؤسساتها وقواعدها الشعبية، ومدى احتوائها للحرب الدائرة فيها وعليها، شكّل الأساس في مسيرة الانتصار وبداية العد العكسي التراجعي للمتآمرين، وهذا يعود لسياسات الالتزام القومي والإسلامي الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، والانتصار الدائم لحركات التحرر على مساحة العالم". وختم عوض: "لن يتوقف انتصار سوريا عاجلا أم آجلا على أعدائها بالأصالة أو بالوكالة وعصاباتهم الإرهابية عند حدودها، بل سيشهد حقبةً من التحولات في كل الاتجاهات وعلى النظام العالمي برمته انطلاقا من التأكيد على أن سوريا الممانعة وخيار المقاومة بمثابة قوة استقرار أمني وتحريري إقليمي ودولي من التشكيلات التكفيرية والسلفية والإرهاب".