انسحب محافظ الإسماعيلية اللواء جمال إمبابي، من حفل افتتاح مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، على خلفية مشادة بينه وبين المخرجين مجدي أحمد علي وأحمد عواض، من مجموعة المثقفين الرافضين لوزير الثقاقة. فوجئ المحافظ الذي حضر مبكرًا إلى قصر ثقافة الإسماعيلية، الذي اقيم به حفل الافتتاح مساء أمس الثلاثاء، وسجل مع قنوات تليفزيونية حتى بدأت الوقفة الاحتجاجية ضد وزير الثقافة، الذي امتنع عن الحضور للحفل بعد تهديدات المثقفين بمطاردته، كما تصاعد الخلاف بين المحتجين ونائب مجلس الشورى صلاح الصائغ. غادر إمبابي القصر غاضبًا إثر احتداد النقاش وتصاعد حدة الهتافات، فيما حاول رئيس المهرجان كمال عبد العزيز احتواء الموقف وتأجيل حفل الافتتاح إلى حين عودته، إلا أنه لم يعد وأناب سكرتير عام المحافظة اللواء ماجد عبد الكريم، الذي ألقى كلمة مقتضبة شكر فيها إدارة المهرجان على تنظيمه. فيما حرص رئيس المهرجان على تحية دعم محافظ الإسماعيلية للمهرجان، وقال إنه حرص على تذليل كل العقبات أمام إدارة المهرجان، وكان آخرها قراره بتوفير 50 غرفة مجانًا في القرية الأولمبية لسد عجز الغرف في المهرجان. وفي غياب وزير الثقافة والمحافظ اقتصرت مراسم الافتتاح الرسمي للمهرجان على كلمات رئيس ومدير المهرجان وتقديم لجنتي تحكيم مسابقتي للمهرجان الأولى للأفلام الروائية القصيرة، وترأسها الفرنسية ميشيل دريجز، ويشارك بها اللبناني شادي زين الدين، والمخرج المصري شريف البنداري، ولجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة، التي ترأسها المخرجة المصرية تهاني راشد، ويشارك بها "المخرجة الجزائرية صافيناز بوصبايا، اللبناني بول بابوجيان، المخرج المصري أحمد عبد الله، المخرج العراقي قاسم عبيد"، تلاها تقديم فيلم الافتتاح التسجيلي الإنجليزي "النصاب" إخراج بارت لايتون، وتم تأجيل تكريمات المهرجان إلى حفل الختام. وقدم كمال عبد العزيز، رئيس المهرجان التحية لشعب الإسماعيلية مدينة الشهداء ومدن القناة الثلاث، كما شكر شباب المحافظة الذين تطوعوا للمساعدة في فعاليات المهرجان، وتمنى أن تكسبهم التجربة الخبرة حتى يتولوا لاحقًا إدارة مهرجانهم. وقال: إن هذه دورة شبابية بدءًا من مديرها وفريقه، إلى المتطوعين فيها، فالدعم الأكبر الذي حصلت عليه هذه الدورة جاء من شباب المنتجين والمخرجين. فيما وجه مدير المهرجان المنتج والسيناريست محمد حفظي، التحية لضيوف المهرجان وللاحتفاء بحرية التعبير التي شهدها افتتاحه، وقال: إن المهرجان يشهد العرض الأول لأكثر من عشرة أفلام، كما تعرض أفلام أخرى للمرة الأولى في مهرجانات بالشرق الأوسط. كذلك أشار إلى الدور المأمول لملتقى الإنتاج المشترك، وقال: إن بوستر المهرجان الذي أخذ شكل متاهة قاتمة يعبر عن الأوضاع الحالية التي نعيشها، والتي تسود فيها الأوهام والتغيير والاضطراب، وفي ذات الوقت نحتفظ بالأمل كي نصل لما نريد، ولن نصل إليه إلا بالعناية بالفن والحوار. وقال المخرج الكبير هاشم النحاس: إن هذه الدورة استثنائية، و يمكن اعتبارها دورة مقاومة اقيمت في ظروف صعبة فرضتها أزمات متلاحقة، وكان لابد من المقاومة والإصرار لإقامة هذه الدورة، ليس فقط من أجل استمرار المهرجان، ولكن أيضًا لمقاومة مظاهر الإحباط المحيطة بنا، فاستمرار المهرجان صار ضرورة حيوية لحياتنا الثقافية، ونستمد منها قوتنا الناعمة ومكلنتنا بين دول العالم.