حلقة جديدة بدأت في مسلسل تقسيم الوطن العربي، حيث أعلن رئيس مجلس إقليم برقة أحمد الزبير السبت الماضي، أنها ستغدو إقليما فيدراليا، وطالب بتفعيل دستور 1951، كما تشكل برقة برلمانا ومجلس شورى خاص بها، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في المجتمع الليبي بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام، تخوفاً من الدخول فى صراعات جديدة من شأنها تقسيم ليبيا، كما حدث فى السودان . الإعلان ليس بجديد بتأسيس إقليم فيدرالي اتحادي في إقليم برقة، الممتد من الحدود مع مصر حتى سرت غرباً، وينطوي على ذلك مخاطر خروج الأقاليم الليبية الأخرى عن السلطة المركزية؛ مما يعني عملياً تقسيم ليبيا حتى وإن بقي هناك هيكل سلطة مركزية بلا سلطات حقيقية. على المستوي المصري لوحظ أن البلدان التى تقع على حدود مصر، جميعها تواجه ذات المشكلات وذات الصراعات وذلك يعطي انطباعاً واضحا على أن مصر دورها قادم بعد محاصرتها تماماً، كما لوحظ أن الاماكن ذات الموارد الطبيعية الثرية هى التى تبادر بالانفصال حيث تتركز الثروات جنوباً فى السودان، كما تتركز الثروة النفطية الليبية فى اقليم برقة بشكل اكبر، فإقليم برقة يتمتع بأهمية حيوية لليبيا، حيث يحوي نحو 80 % من احتياطيات النفط والغاز في البلاد، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي بسبب امتداده الواسع على الساحل الليبي، والذي يقع نحو 60 % منه في هذا الإقليم، إضافة إلى ذلك، فإن برقة تضم خمسة موانئ لتصدير النفط، وتحتوي على ثلاث مصاف للنفط من أصل خمس في ليبيا,وذلك يجعل المشاهد للوضع يستشعر ان الاطماع الغربية وراء ذلك التقسيم بالاضافة الى ان ذلك معلن فى العديد من المعاهد الاستراتيجية سواء فى الولاياتالمتحدة او اسرائيل. رصدت البديل بعض الآراء داخل مصر للأخطار التى تحدق بنا فى حالة اتمام تقسيم ليبيا بعد السودان . فى هذا السياق يقول اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجى تقسيم ليبيا الى دويلات صغيرة يحمل الخطورة على مصر حيث من الممكن التدخل الاجنبي فى الشأن الليبي وهو ما يهدد بالتبعية امن مصر واستقرارها، مشيراً الى أن ضرورة عدم إهمال مصر للملف الليبى بما سيؤدى إلى إحكام الحصارعلى مصر من غربها وإلى ضياع مصالح مصر مع الجار الليبى، واضاف أن على مصر أن تتدخل فورا لطرح مبادرة لتسوية الصراع بين الفريقين المتنازعين فى هذا البلد بشكل سلمى ديمقراطى ينهى الهجمة الأطلنطية على ليبيا. وأكد الكاتب محمد حسنين هيكل فى احدى لقائاته التلفزيونية سابقاً أن الوضع في ليبيا خطير، وأن عملية التقسيم التى تحدث بين القبائل الليبية، ستؤثر سلبياً على مصر، لوجود حدود بين البلدين. وأضاف "هيكل" أن منطقة الجبل الأخضر بليبيا، يمكن أن تكون الموازية لسيناء من منطقة الجنوب، نتيجة لوجود عناصر متطرفة بها يمكن أن تتسلل إلى مصر. أمام عن الوضع السياسي الليبي، قال هيكل إن الدول العربية جميعها، ساهمت في الوضع الليبي المتدهور الآن؛ بسبب سماحها لحلف الأطلسي في التدخل العسكري بدافع الحفاظ على المدنيين، مضيفاً أن حلف الناتو كان لديه خطط واضحة ومعدة مسبقا للتحرك في ليبيا . اما الدكتور رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع قال ل"البديل" إن الاحداث الاقليمية بكل تطوراتها تستهدف تمزيق الجيوش العربية الواحد تلو الاخر وذلك لمحاصرة وكسر الجيش المصري، فلا يوجد الآن جيش تونسي، وبليبيا نرى وزير الدفاع هناك يستقيل لأنه لا يستطيع ان يحمى مقر وزارته، وسوريا جيشها يمزق ارباً، العراق سبق وتم اسقاط جيشها، والحقيقة تقول انه لم يعد هناك سوى الجيش المصري، وهو مطلوب تحطيمه ايضاً. من جانبه قال أحمد عبد اللطيف القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي ل"البديل"، إن مصر لا يجب ان تستمر فى فقدان دورها القيادي فى المنطقة، ولا يمكن تجاهل انقسام الدولة الليبية مما يهدد بشكل مباشر المصالح المصرية حيث ان ليبيا تقع على حدود مصر مباشرة . وأضاف "عبد اللطيف" أن مصر يتم محاصرتها فى المنطقة بشكل مباشر حيث انقسمت السودان الى شمال وجنوب فى الماضي القريب واليوم جماعات تريد الاستقلال ببرقة كاقليم فيدرالي وتشكيل جهة دفاع وهو ما قد ينذر بحرب اهلية على الحدود المصرية، وتمركز اكبر لقوات ارهابية وتكون مصر محاصرة شرقاً وغرباً بمجموعات ارهابية، كما ستفقد مصر تعاونها مع الجارة الليبية حيث يعمل فى ليبيا ملايين المصريين وهناك تبادل تجاري بين مصر وليبيا قد يتأثر ايضاً .