قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن حكومة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" لن تتراجع عن خطتها لبناء مركز للتسوق في مكان الحديقة "تكسيم جيزي بارك" في اسطنبول، ونتيجة لذلك القرار تظاهر الآلف الأتراك احتجاجا على هدم الأشجار، واستخدمت الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين مما أوقع 12 مصابا معظمهم بجروح خطيرة. وأشارت إلى أن المتظاهرين احتلوا الحديقة على مدى الأربعة أيام الماضية؛ لمنع الجرافات من إزالة الأشجار، ولكن الشرطة هاجمتهم بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وأوضحت أن العديد من منظمات المجتمع المدني والمثقفين أدانوا استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، فقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات التركية يجب أن تأمر الشرطة بوقف استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين في اسطنبول، وأن تحقق في الانتهاكات المزعومة. ويقول"جون دالهاوزن"مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية :"يبدو أن الغرض من استخدام العنف من جانب الشرطة بهذا الشكل هو إنكار حق الاحتجاج السلمي، وإرهاب الآخرين من المشاركة في الاحتجاجات". وذكر"بول أوستون"الأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان والتضامن مع الشعوب المظلومة:"في المقام الأول المشروع غير مقبول فنحن نتكلم عن إزالة أشجار لبناء مركز للتسوق، وهذه مشكلة صعبة فالإنسان مرتبط بالطبيعة، والحديقة جزء من الطبيعة، وبالتأكيد هناك ذكريات لكل مواطن بها، ونحن نعتقد أن مثل هذا المكان يعد قيمة كبيرة، ويجب على المسئولين التحدث والمناقشة مع السكان". وأضاف:" ليس هناك أي معنى لمهاجمة المتظاهرين السلميين، فقد جلسوا في الحديقة يقرأون الكتب احتجاجا على تدمير الأشجار، ونحن ندين وبشدة مثل هذا التصرف تجاه الجلوس السلمي والقراءة". ويقول "أوزتورك توركدوجان" رئيس جمعية حقوق الإنسان:"ما حدث في تكسيم هو ممارسة نموذجية للدولة البوليسية الاستبدادية؛ فالحكومة اتخذت قرارا دون الرجوع للشعب وحين رأت رد الفعل السلمي والديمقراطي، استخدمت القوة". ويلفت"توركدوجان" إلى أن :"استخدام الشرطة للقوة المفرطة دليل على سلطوية رئيس الوزراء التركي"رجب طيب أردوغان"، فسوف نرى ماذا سيكون رد فعل النائب العام على قمع الشرطة للمتظاهرين وارتكابها جرائم ضدهم"، مشيرا إلى أن الأتراك يواجهون مصدرا وحيدا للسلطة. وأضافت الصحيفة التركية أن نحو 200 أكاديمي من جامعة البسفور أصدروا بيان يدينون فيه استخدام الشرطة للقوة المفرطة ضد المتظاهرين، ونص البيان:" إننا ندين أعمال العنف غير المقبولة التي تمارس ضد المواطنين السلميين لمحاولتهم حماية الأشجار، ونطالب بوضع حد فوري لجميع الأنشطة الهدامة". كما أدان عدد كبير من المشاهير والشخصيات العامة العنف، حيث قال "أحمد أوميت" الروائي المعروف:" القسوة تجوب شوارع اسطنبول بحرية، ويتم تعذيب المدافعين عن الطبيعة، كل ذلك لن ينسى". وكانت هناك ردود فعل غاضبة من أصحاب المحال التجارية، وأوضحوا أنهم لن يكونوا جزءا من مركز التسوق الذي سيهدم الطبيعة، وسيشاركون في حماية الأشجار.