كشف الباحث السياحي والأثري "محمد عطا"، عن وقوع انتهاكات واعتداءات من قبل مسئولين بوزارة الآثار، على "معبد الكرنك" بالأقصر، وعن وقوع حالات إهدار للمال العام، في بناء جدار عازل، بدلاً من إنقاذ بوابة الملك "نختانبو" المسنودة بالأخشاب. وقال "عطا" في تصريحات خاصة ل"البديل"، أنه حصل على مستندات تفيد بإهدار مال عام قدره 2 مليون جنيه، في بناء الجدار العازل حول المعبد، بالرغم من تأكيدات منصور بريك- مسئول الأثار بالأقصر، بإن ما تم إنفاقه 123ألف جنيه فقط. وأضاف "عطا": "إن بناء الجدار جاء بعد أن تم ترحيل المواطنين من مساكنهم المحيطة بطريق الكباش، وتدمير البيوت لإقامة منطقة مفتوحة عالمية متحفية أثرية، يسير فيها السائح علي قدميه بدون سيارات أو حواجز، وبناءًا عليه تم تجييش مصر كلها واليونيسكو وصرف مبالغ طائلة من "دم الغلابة"، حتى يتم تحويل مدينة الأقصر، إلى مدينة عالمية كبيرة مفتوحة، وتم هدم 5 مساجد، منها مسجد "الوحشي" عند الونتر بالاس، وهو مسجل كأثر باليونيسكو، فضلًا عن بعض الفنادق العالمية، لأنها تقع في تلك المنطقة، وهو ما يعني أنه لا داعي لبناء هذا الجدار، ويضع علامات استفهام حول عمليات البناء". كنا أشار "عطا" إلى أنه بالرغم من ذلك، فإنه لو اعترض أحد الأثريين أو الأمنيين، سيقولون له "أن آخر حدود الأثر هنا"، وهو ما سيسمح فيما بعد للبائعين المتجولين بوضع بضائعهم على السور؛ كما ذكر أن المبالغ التي تم استخدامها، تم اقتطاعها خصمًا من موظفي الآثار، مابين 50 إلي 70 جنيه شهريًا، لقلة الموارد، وقطع المبلغ للضرائب. وأكد الباحث السياحي والأثري، أن الوزير الجديد، الدكتور أحمد عيسي، توجه إلى مجلس الشورى، أمام ذلك وطالب بصرف مبلغ 200 مليون جنيه عاجلة، لسد العجز الموجود في ميزانية الآثار، وعلي الفور تم الصرف، كما طالب الوزير بإضافة ملياري جنيه زيادة للوزارة في العام المالي الجديد، ولكن من المتوقع أن توافق المالية على زيادة قدرها مليار فقط. وذكر "عطا" أنه حاول الوصول إلى أمين الأثار، ولكن مدير مكتبه "عمر أبو زيد" في الإدارة -بعد أن وافق على المقابلة- تعلل له بوجود اجتماعات، وأنه لن يستطيع مقابلته، مؤكداً أنه أجرى اتصال قبلها بمنصور بريك- مسئول الأثار في الأقصر. وشدّد "عطا" على أن ما يجري هناك يخالف شروط اليونسكو الموضوعة للحفاظ علي المواقع الآثرية، وهي الحفاظ علي الأثر والحفاظ علي بيئته، وحمايته من أي تغيير في البانوراما والبيئة الأصلية الخاصة به، وحذر من استخدام أي مواد بناء حديثة بجوار المباني الأثرية، وهو ما يعني أن هذا السور الخراساني ما هو إلا تعدي سافر علي البانوراما الأثرية لمعبد الكرنك، وتشويه للصورة الحضارية لأكبر معبد في التاريخ والذي يبلغ طول صرحه 133 مترا وارتفاعه 40 مترا وعمقه يصل الي 15 مترا . وأشار إلى أن بناء السور يهدد معبد الكرنك بالسقوط، وذلك لأن السور سيمنع الهواء من الدخول إلي المعبد، حيث قد تسقط جدرانه في وقت من الأوقات على حين غفلة، وقد تم صرف مبالغ طائلة عليه، لكي يكون جزءًا من المتحف العالمي المفتوح. وعلى صعيد آخر كشف "محمد عطا"، النقاب عن أن بوابة "نختانبو" بين عشية أو ضحاها في نفس المعبد، تستند علي ثلاثة دعامات من الخشب، وأن أصغر مفتش مبتديء للآثار يعرف ذلك، إنها يجب ترميمها فورًا، حتى لا نستيقظ علي كارثة سقوطها متسائلاً ايهما اولي ترميم الأثار أم بناء جدار عازل . كما قام "عطا" بتوجيه الاتهام إلى "بريك"، قائلًا: "إنه التلميذ النجيب لوزير الأثار السابق "زاهي حواس"، وغضب عليه عندما كان يعمل معه في الهرم، وأرسله إلي الأقصر، وأن "بريك" فقط هو من يعرف السبب الحقيقي لإرساله ولا أقول نفيه، وهو مرشح الآن لأكبر منصب في الآثار المصرية"، مشيراً إلى أن منطقة وجه قبلي للمناطق الآثرية كلها تحت إدارته وسيادته، حيث يعمل رئيس مناطق آثار وجه قبلي، التي تمتد من سوهاج إلى نهاية حدود مصر القبلية، حتى "أبو سمبل" بما فيها منطقة الأقصر الكبري، وبها ثلث آثار العالم إلي أسوان أقصي الجنوب . أخبار مصر- البديل