"الغبي هو من يتفرج علي المؤامرة وهي تزحف اليه ولا يتحرك ".. هكذا الأمر ببساطة، هناك مؤامرة تتكشف أبعادها يوما فيوم، وهناك أغبياء يعتقدون أنهم بمنأي عن أن يكونوا الضحية التالية لها، وبالطبع هناك "المغرضون" الذين يعرضون خدماتهم علي المتآمرين، ليعملوا في خدمتهم لاحقاً، عبيداً وخدماً بدرجة ملوك وسلاطين!. تابعت كما الملايين أمس كلمة سماحة السيد حسن نصرالله ، في الذكري الثالثة عشر، لا لتحرير الجنوب فقط، بل لتحرير العقول من أسر "البديهيات المزعومة " التي أراد العدو غرسها في العقول: "أمريكا تملك 99% من أوراق اللعبة "، "لا أحد في المنطقة قادر علي المواجهة فضلا عن الانتصار"، " لا سبيل الا التفاوض برعاية أميركية "!. طوفان من الأكاذيب، عملت ماكينة الدعاية الغربية، والعربية التابعة لها علي ترويجه، حتي جاء " السيد المعمم " ليتبت أن الانتصار ممكن، وأننا قادرون ، وأن قوة الكيان الصهيوني المزعومة أوهن من بيت العنكبوت. في كلمته "الفارقة " كشف السيد العديد من خيوط المؤامرة، وقدم صورة كاملة للمشهد علي الجانب الآخر، حيث يتحضر العدو للحرب، ويجري المناورة تلو الأخرى لتحصين جبهته الداخلية، بينما نحن منقسمون، ندق بقوة علي جدران جبهتنا الداخلية لنشقها، وان استطعنا نفتتها. المؤامرة في سوريا باتت واضحة، وباء الجماعات التكفيرية بات واضحاً، نذر الحرب في الأفق باتت واضحة، أكاذيب الفرقة المذهبية تكشفت، لكن بعض "الأغبياء " والكثير من المغرضين يريدوننا عميانا. ببساطة ووضوح شديدين يضع "السيد " يدنا علي مكمن الخطر، علي ملامح الوباء، الذي لن يرحم حتي من حضره في مختبرات "المخابرات "، ودهاليز البنتاجون، "مشكلة العقل التكفيري أنه يكفر الآخرين لأتفه سبب، ليس لأسباب عقائدية فقط، ليس لأسباب مذهبية فقط، بل لسبب سياسي. من يشارك في الانتخابات النيابية فهو كافر، دمه مباح، ماله مباح، عرضه مباح، هذا العقل التكفيري، لا يميز سني، شيعي، مسلم، مسيحي "! هذا هو باختصار أصل الداء ومكمنه، العقلية التكفيرية، التي تم ضخ الآلاف منها في مجتمعاتنا عبر السنوات القليلة الماضية، ليتحول معهم القتل الي خبزنا اليومي، في العراق وباكستان، وفي سوريا طبعاً، وقبل هذا وذاك.. هنا في مصر. نعم، وأرجو ألا نتعامي أو نتغابي ، فالتسريبات الأخيرة تؤكد أن الضباط المخطوفين في سيناء قبل أكثر من عامين قد لحقوا بقوافل ضحايا التكفيريين، و لن يكونوا خاتمتها!. علينا "الآن وهنا "، أن ننتبه لحجم الوباء، لخطره، فهل نفيق؟ .. في سوريا كما في مصر، عاش أتباع الديانات والمذاهب والعقائد المختلفة، وحتي اللادينيون ، الكل عاش في أمان لقرون طوال، ثمانية عشرة ملة وطائفة ومذهبا جمعها العيش المشترك في سوريا قبل وباء "التكفيريين"، الذين يذبحون ويلوكون القلوب والأكباد، وينبشون القبور، فهل تتحمل مصر تجربة كتلك؟ لا أظن ولا أتمني، وكذا في ظني العقلاء من شعبها. خطاب السيد نصر الله يحتاج لقراءة، وقراءات أخري عديدة، لنعيد معه اكتشاف حقيقة المشهد وحجم المؤامرة وطبيعتها، والتي يمكن لتلخيصها استعارة عبارته: "هناك طرفان في الصراع، الأول هو المحور الأميركي الغربي العربي الإقليمي والذي يتوسل في الميدان التيارات التكفيرية، وفي الطرف الآخر، دولة أو نظام ومحور له موقف واضح من القضية الفلسطينية، وحركات المقاومة والمشروع الصهيوني " هذا هو المشهد باختصار.. فمن شاء أن يقف علي الحياد فليتفضل!!