هاجمت القوات الصهيونية المناطق اللبنانية فى عام 1982 واحتلتها حتى وصلت للعاصمة بيروت، وحاولت إيجاد حكومة موالية لها وتنصيبها على لبنان وتوقيع معاهدة سلام مع لبنان من خلال السلطة العميلة التى أنشأتها لكنها تفاجأت بمقاومة عنيفة أجبرتها على الانسحاب من العاصمة. ودخلت القوات الدولية في عام 1983 للفصل بين المتناحرين، وفشلت إسرائيل في عقد اتفاق مع الحكومة اللبنانية، واضطرت للانسحاب من جبل لبنان، وبعد ذلك بعام واحد انسحبت قوات المارينز الأمريكية والقوات الفرنسية من لبنان بسبب زيادة هجوم المقاومة عليهما بعد ظهور حزب الله على الساحة اللبنانية. وفي عام 1985 انتهجت إسرائيل سياسة جديدة تقوم على تدمير منطقة الجنوب اللبناني بهدف إنشاء منطقة آمنة حينها وجه حزب الله رسائله التهديدية لإسرائيل وأمريكا وبدأ عمليات مقاومة ضد الإمريكيين في لبنان. وبعد اغتيال أمين عام حزب الله حينها عباس الموسوي عام 1992 خلفه حسن نصرالله الذى أعلن منذ اللحظة الأولى خطة لضرب العمق الإسرائيلي، وبعد مرور عام على أمانة نصر الله للحزب دارت حرب 9 أيام بين إسرائيل وحزب الله التي انتهت بمعاهدة شفاهية بتجنيب المدنيين الحرب وحق لبنان الدفاع عن أرضه. وفي عام 1996 قامت إسرائيل بعملية عناقيد الغضب؛ للقضاء على حزب الله، بعدها بدأت المقاومة في تنفيذ عمليات نوعية ضد الجيش الصهيوني وعملائه. وفي مايو 2000 انتصرت المقاومة على العدو الصهيوني بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، ودخل حزب الله هذه المناطق، ليعلن هزيمة لا مثيل لها للجيش الصهيوني. وشكل نصر مايو 2000 علامة بارزة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، ولم تتوقف تأثيره عند هذا التاريخ بل أثر على الوضع ومعادلة الصراع الإسرائيلي العربي بشكل عام، فبعد هذا النصر بأربعة شهور اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية "الأقصي"، كذلك أعطت هذه الحرب وانتصارها دفعة أمل جديدة لكافة فصائل المقاومة لاسيما الفلسطينية. وأثبت نصر مايو 2000 أنه يمكن كبح جماح العدو الصهيوني، وتحرير الأراضي العربية دون التقيد باتفاقيات سلام مجحفة، ومهد فوز المقاومة على العدو الصهيوني لانسحابه من قطاع غزة عام 2005، وفكك مستوطناته التى أقامها بالأراضي الفلسطينية.