يجتمع مؤلف الرواية الشهيرة "شيفرة دافنشي" دان براون، عبر ظهور نادر مع حوالي1500 من معجبيه في لندن، لمناقشة كتابه المستوحى من العمل الشهير لدانتي، ولعل اختيار الكاتب لمكان الحدث في قاعة الماسونية "فري ماسون هول" في "غراند لودج" في إنجلترا، يعكس ولعه بتلك المجموعة التي تأسست في لندن، وطالما كانت مركز نظريات المؤامرة حول نفوذها العالمي المفترض. وفي تصريح لصحيفة "اندبندنت" البريطانية قال براون "سيكون لي الشرف أن أكون ماسونياً "، وأضاف "أنت لا تحصل على" دعوة "من قبل الماسونية، إلا أنها أرسلت رسالة واضحة بأن الباب مفتوح لي متى شئت بالانضمام". ويقول براون "لا أملك سوى الإعجاب بالمنظمة التي تجمع أساسا الناس من ديانات مختلفة معا، وهذا ما يفعلونه." كما عبر براون بأنه يجد "الماسونية ليست ديانة وإنما هي مكان للأشخاص الروحانيين للعمل معا وتداخل دياناتهم ومعتقداتهم لتنصهر معاً". ودان براون، كاتب أميركي معاصر رائد من مواليد عام 1964، وكان والده يعمل استاذاً لعلم الرياضيات، وقد فاز بالعديد من الجوائز، أما والدته فكانت محترفة للموسيقى الدينية، وهكذا نشأ دان في بيئة تجمع بين العلم والدين. وتخرج دان من جامعة آمهيرست وأكاديمية فيلبس اكستير، حيث عمل لبعض الوقت كمدرس للغة الإنجليزية قبل أن يوجه كل طاقاته إلى الكتابة ولشغفه بفك الشفرات وأسرار المنظمات الحكومية، وألف أول رواية له بعنوان الحصن الرقمي، والتي سرعان ما أصبحت رقم 1 في أكثر الكتب الإلكترونية مبيعاً على المستوى المحلي. وتزوج دان من بلايث وهي أستاذة في علم تاريخ الفن ورسامة وكثيراً ما ترافقه في رحلاته الاستكشافية ورحلات البحث، التي يقوم بها والتي كان آخرها في باريس، حيث قضيا بعض الوقت في متحف اللوفر بشأن أمور تتعلق بروايته "شيفرة دا فينشي"، التي نشرت في عام 2003، وأحدثت جلبة عالمية محققة لمبيعات قياسية قيل انها تجاوزت المائة مليون نسخة، فضلاً عن اعداد غير منتهية من النسخ المنسوخة، وتحول دان برون بسرعة الى نجم بارز تلاحقه الفضائيات وتتربع صورته على اغلفة المجلات. واعتبر براون من أكثر 100 شخص معاصر تأثيراً بالعالم و تمت ترجمة رواياته ونشرها في أكثر من 40 لغة حول العالم. وعند سؤاله عن كونه مسيحياً أجاب: "نعم، فإذا سألت ثلاث أشخاص عن معنى كون المرء مسيحياً فستحصل على إجابة من ثلاث: بعضهم يعتقد أن المعمودية تكفي لأن يكون الشخص مسيحياً، والبعض يعتقد بحتمية قبول الكتاب المقدس على أنه حق مُسلم به، بينما يعتقد البعض الآخر بوجوب قبول المسيح كمخلص شخصي للحصول على الخلاص وإلا ذهبت إلى الجحيم. أنا اعتبر نفسي دارساً لعدد من الأديان وكلما تعلمت المزيد، زادت أسئلتي". ويمكن تقسيم اعمال دان براون الى قسمين، الاول هو روايات دان قبل الشهرة وهما روايتي (الحصن الرقمي) عام 1998 و(الخديعة الكبرى) عام 2001 والقسم الثاني من اعماله هي سلسلة محورها شخصية بروفسير في علم فك الرموز الاثارية القديمة اسمه روبرت لانغتون يقدمه دان براون في ثلاث روايات هن "ملائكة وشياطين" عام 2000 و"شيفرة دافنشي" عام 2003 و"الرمز المفقود"عام 2009 . والماسونية حاضرة بقوة بكتابات براون وخاصة في روايته الأخيرة "الرمز المفقود" كمنظمة ارتبطت بالغموض والرمزية حتى الاسطورة، لدرجة انها باتت تثير فضول العديد حول العالم، وعبر الماسونيون عن شكرهم لبراون فور صدور روايته الأخيرة لمساهمته بنشر تعاليمهم حول العالم. وتدور أحداث أشهر روايات براون حول السر المفقود والذي ينتهي البحث عنه مع نهاية الرواية بعد تعمق وغوص بالرمزية لدرجة تتيح له قراءة ما لا يراه الا المختصون المتعمقون خلف الكلمات .