عانت التربة الزراعية فى مصر تدهورًا كبيرًا فى الفترات الماضية وتغير خواص جزء من هذه الأراضى، بالإضافة إلى تجريف بعضها أو إزالتها وبناء المنشآت عليها، وبالتالى تقلصت مساحة الأرض المزروعة فى مصر، ليس هذا فحسب، بل إن خواص بعض الأراضى أصبحت لا تناسب الزراعة أو تنتج محصولاً غير جيد؛ ولذلك حاول د. محمد جودة محمد أحمد خليل الباحث بقسم الأراضى والمياه التابع لمعهد الكفاءة الإنتاجية بجامعة الزقازيق إيجاد حل لبعض هذه المشكلات وخاصة مشكلة الأراضى الملحية وتحسين خواصها، وذلك من خلال بحث قام به تحت إدارة المشروعات البحثية بجامعة الزقازيق. وأجريت هذة الدراسة؛ لبحث أثر استخدام تركيزات مختلفة لبعض محسنات التربة المصنعة من عديدات (بولمر) الإكريلى أميد وميلك أنهيدريت عند الاستخدام كمحاليل مذابة فى مياه الرى، وبيان أثر ذلك على غسل الأملاح وبعض خواص التربة الطبيعية لأرض طينية ملحية. واستخدمت المحسنات بخمسة تركيزات، فمن المركب الأول كانت معدلات الإضافة: صفر,120,40,20,200 ملليجرام / لتر، ومن المركب الثانى كانت معدلات إضافته: صفر,5,20,15,10 جزء فى المليون، واستخدمت هذه المعدلات مذابة فى مياه الرى لغسل أرض طميية طينية ملحية، وتمت تجربة ذلك دون إضافة أو مع إضافة جبس زراعى للتربة بمعدل1 طن/ فدان. وأظهرت النتائج أن كمية الأملاح فى راشح التربة زادت بزيادة معدل إضافة المحسنات، ونفس الاتجاه كان للصوديوم الذائب، وبالتالي حدث انخفاض لملوحة التربة فى نهاية التجربة، وتوقف ذلك على نوع المركب المضاف لماء الري، وكانت أفضلية التأثير الخاصة بإزالة الأملاح والصوديوم من التربة لمركب الإكريلى أميد عند تركيز 200 ملليجرام/ لتر، خاصة في الأراضي المضاف إليها جبس زراعى. كما أظهرت النتائج تحسنًا فى ثبات التجمعات ذات القطر (2- 84 جم)، (84-42 جم) باستخدام طريقة إضافة المحسنات مع مياه الرى، وكانت المعاملات الأكثر وضوحًا على ثبات التجمعات الكلية هي التى أضيف فيها الجبس الزراعى للتربه قبل الرى. ومن ناحية أخرى وضح تأثير المحسنات على التوزيع الحجمى للمسام، حيث تأثرت مسام الصرف (المسمام الحجمية) وكذا مسام حفظ التربة للمياه؛ مما أدى إلى مساهمة المحسنات فى التعجيل بغسل الأملاح من التربة مع استخدامها، خاصة فى وجود الجبس الزراعى للتربة الملحية محل الدراسة.