سلطت "لو موند" الضوء على أوضاع اليهود في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الصراع بين إيران وإسرائيل في مقال تحت بعنوان "أن تكون يهوديًّا في الدولة الفارسية". ولفتت المجلة الفرنسية إلى أنه في الوقت الذي تشهد العلاقات الإيرانية الإسرائيلية توترًا شديدًا فيما يتعلق بملف إيران النووي ومعارضة تل أبيب وواشنطن لذلك ووعد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بنسف إسرائيل من على الخريطة، فإن الدولة الفارسية استطاعت أن تفصل بين خلافاتها السياسية مع الدولة اليهودية وتعاملها مع اليهود الإيرانيين. - ثالث أكبر جالية يهودية فى إيران تشير "لو موند" إلى أنه يوجد حوالي 10,000 يهودي لا يزالون موجودين على الأراضي الإيرانية ولم يرغبوا في الرحيل إلى إسرائيل، وبهذا الرقم تشكل الجالية اليهودية الإيرانية ثالث أكبر جالية يهودية في المنطقة بعد إسرائيل وتركيا. وأفادت "لو موند" أن هذه الجالية اليهودية معترف بها في الدستور الإيراني منذ 1979 مثل الجالية المسيحية والزرادشتية، كما أنها ممثلة في البرلمان من قِبَل عضو يهودي يسمى "سياماك مورسداغ". وهذا العضو يحضر جلسات البرلمان وسط الممثلين المسلمين بعمامتهم وكذلك النسوة اللائي يرتدين الزي الإسلامي. و"مورسداغ" يقضي باقي وقته أيضًا في المستشفى اليهودي بالعاصمة الإيرانيةطهران، حيث يعمل مديرًا لهذا المستشفى الذي يستقبل مرضى يهودًا ومسلمين، ويؤكد العضو اليهودي في البرلمان الإيراني أن " هذا المستشفى رمز التسامح في إيران"، مشيرًا إلى أنه يتلقى دائمًا مساعدات من الرئيس أحمدي نجاد. واستطرد مورسداغ "نحن كأطباء مسلمين ويهود ومسيحيين نعمل بشكل شبه مجاني، نتحد جميعًا من أجل رفعة الأمة الإيرانية". وعلى صعيد آخر تذكر "لو موند" أن هذه الجالية اليهودية معترف بها منذ قيام الثورة الإسلامية في 1979، كما أن لها مدارسها الخاصة لتعليم أصول دينهم، بالإضافة إلى تمتعها الكامل بعاداتها وتقاليداها وإحتفالها بأعيادها. ويقام في وسط العاصمة الإيرانية أكبر كنيست يهودي يمارس اليهود فيه شعائرهم بحرية تامة. وأوضح العضو اليهودي أنه في البلاد الأخرى التي تضم جالية يهودية مثل فرنسا وتركيا تعاني من الكثير من المشاكل، حيث يتعرضون للإهانة والهجوم وحرق ممتلكاتهم، إلا أنها في إيران ورغم من وجود خلافات تصل إلى التصعيد العسكري مع إسرائيل، لم تعانِ أي أقلية سواء يهودية أو مسيحية من مثل هذه المشاكل، مؤكدًا أنه على الرغم من العداء الموجود بين إيران وإسرائيل، إلا أن إيران تفرق جيدًا بين الصهيونية واليهودية. -سندافع عن بلدنا إيران ضد إسرائيل ووجهت "لو موند" سؤالاً إلى النائب عن الجالية اليهودية بالبرلمان الإيراني، وهو: في حالة الحرب هل ستظل الأمة الإيرانية موحدة؟ بمعنى هل سيقاتل اليهود الإيرانيين تحت لواء الجمهورية الإيرانية؟، فابتسم "مورسداغ" قائلاً "بالتأكيد، نحن أولاً إيرانيون، واستشهد منا الكثير أثناء الحرب ضد العراق"، مشيرًا إلى أن "من يريد أن يمس مصالح دولتنا سيصبح عدونا، فليس هناك فرق بين العراق أو إسرائيل إذا أصبحت أعداءنا". واستكمل "نحن مستعدون للدفاع عن وطننا ضد حلف الناتو، ضد الولاياتالمتحدة وحتى ضد إسرائيل".