كان الأسبوع المنصرم الأشد وطأة على المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية، بعد أن أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، أكبر منتج للبتروكيماويات الأساسية والأسمدة في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر منتج للحديد الصلب في منطقة الخليج، تكذيب تصريحاته بشأن اجتماعه مع مسئولين بها، خلال زيارته مع الوفد المشارك في أعمال اللجنة المشتركة بين مصر والسعودية، التي تمت الأسبوع قبل الماضي بالرياض؛ حيث خرج كمال على وسائل الإعلام ليعلن عن استثمارات تقدر ب20 مليار دولار سوف تدخل مصر في قطاع البتر وكيماويات خلال الأعوام السبعة القادمة، منها 10 مليارات دولار في قطاع البتر وكيماويات، سوف تضخها سابك بمصر خلال الأعوام الخمسة القادمة. ونفت الشركة في بيان لها صدر يوم الاثنين الماضي، أن تكون اتفقت مع شركات مصرية على إقامة مشاريع في مصر تقدر بحوالي 10 مليارات دولار، وقالت "سابك" إن الاجتماع الذي جمع مسئوليها بوزير البترول والثروة المعدنية المصري أسامة كمال، لم يتطرق إلى أية مشاريع أو مبالغ استثمار محددة. وكان مصدر قد صرح ل"البديل" فور إعلان الوزير عن هذه الاستثمارات، أن ما يقوم به الوزير من زيارات أو تصريحات لا تخرج عن طور "الشو الإعلامي" الذي يضمن بقائه في منصبه مع قرب الإعلان عن التعديل الوزاري المحدود والمنتظر. كما تعرض كمال، لحملة انتقادات واسعة من قبل بعض رموز القوى السياسية، لعل أخرها تغريدة حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، الذي قال فيها "مازال قطاع البترول المصري يُدار بأسلوب النظام السابق ويحتاج لإعادة الهيكلة وسياسات جديدة تحفظ للمصريين حقوقهم فى ثرواتهم وتنميها ولا تهدرها لمصالح غير مفهومة". وتابع "مازال إهدار المال العام وإقصاء الكفاءات لمصلحة الولاء والطاعة والكذب العلني هو منهج الوزارة"، لافتاً إلى أن الحل يكمن في إقالة الوزير وإعادة ترتيب القطاع من الداخل وتولية أهل الكفاءة لا أهل طاعة الوزير، أسامة كمال أو سامح فهمى وزير بترول المخلوع، الذي باع ثروات مصر المستقبلية لمصلحة مبارك وأسرته وشركائه المصريين والأجانب والإسرائيليين". وأشار عزام إلى أن "الكثير من العاملين بقطاع البترول أصبحوا يطلقون على وزير البترول المهندس، أسامة كمال لقب سامح فهمي الصغير، في إشارة إلى أنه يتبع نفس سياسته ويسير على نهجها". وعلى غير المتوقع، قامت وزارة البترول بإصدار بيان اليوم الجمعة، تضمن انجازات الوزير بشكل غير مباشر عندما عرض البيان الاكتشافات البترولية التي تمت في الربع الأول من العام الجاري، وكان كالتالي"حقق قطاع البترول خلال الأشهر الثلاثة الأولى (يناير ، فبراير ، مارس 2013) 14 كشفاً بترولياً وغازياً (10 اكتشافات للزيت الخام ، و 4 اكتشافات للغاز الطبيعي) بمناطق الصحراء الغربية وخليج السويس والبحر المتوسط وصعيد مصر، وبلغ إجمالي الاحتياطي الكلى لهذه الاكتشافات حوالي 12 مليون برميل زيت خام ومتكثفات، و125 مليار قدم مكعب غاز، هذا بخلاف ال 29 كشفاً بترولياً وغازياً التي تحققت خلال الفترة من يوليو – ديسمبر 2012". وأوضح البيان أن ذلك جاء في التقرير الذي تلقاه الوزير من المهندس شريف هداره الرئيس التنفيذي لهيئة البترول، بموقف الاكتشافات البترولية التي تحققت الربع الأول من العام الجاري.