سلطت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية الضوء على الميليشيات الجهادية في تونس والتي تصاعدت بشكل خطير بعد ثورة الياسمين. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن الجيش التونسي بدأ يدرك خطورة هذه البؤر الجهادية التي نشأت على الحدود التونسية- الجزائرية. ونقلت " لو فيجارو" عن حديث أحد أفراد المشاة في الجيش التونسي أن عدد الجهاديين ازداد بشكل كبير في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن هؤلاء الجهاديين أصبحوا يقيمون بؤر لهم كما لو كانت معسكرات صغيرة في جنوب البلاد. وأوضح نفس المصدر أن هؤلاء الجهاديين لديهم المخابئ التي يلجأون إليها بالإضافة إلى مواقع تدريب والمعدات الحديثة. وفي نفس السياق، أوضحت الصحيفة أن الجيش التونسي يحاول إلقاء القبض على مجموعتين من الجهاديين على مرتفعات إمبي التونسية بالقرب من الحدود مع الجزائر. وعلى صعيد آخر، لفتت " لو فيجارو " إلى أن الوضع أصبح صعبا في تونس خاصة وأن هؤلاء الجهاديين يستخدمون ألغام بشرية يضعوها على الطرقات الرئيسية والتي تسببت حتى الآن في إصابة 15 جنديا تونسيا بعضهم في حالات خطيرة. كما صرح المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع التونسية العقيد مختار بن ناصور أن مرتفعات شامبي متشابكة وصعبة، ولم يتم القبض على أي شخص من هؤلاء الجهاديين حتى الآن. وأوضح مصدر أمني أنه تم العثور على قنابل ومحركات تفجيرية بالإضافة إلى وثائق مشفرة وخرائط وتليفونات محمول تستخدم لإجراء مكالمات بالخارج. وأشار الباحث في الشئون الإسلامية بجامعة كيبك بكندا سمير أمغار إلى أنه يوجد بالفعل معسكرات تدريب في تونس لدى الجهاديين والتي تقوم بتدريب الشباب ومن ثم إرسالهم إلى الدول الخارجية مثل سوريا. واستطرد أمغار : تونس أصبحت منذ سقوط نظام بن علي مصدرا للجهاديين إلى دول النزاع، ويرى الخبير أنه على الرغم من تصاعد هذه الأزمة إلا أن الحكومة التونسية ما زالت تغلق عينيها حيال هذا، فعلى سبيل المثال، رئيس الحكومة الحالي علي العريض حينما كان وزير الداخلية في الحكومة السابقة تم توجيه انتقادات عدة له بسبب افتقادة للحزم والشدة أمام تصاعد عنف بعض الجماعات السلفية المتشددة. وأشارأمغار إلى أن تونس لا تمتلك الكفاءة اللازمة للرد بقوة على هذه الجماعات، مؤكدا أن تونس حتى الآن لم تتحول إلى أرض للحرب حيث إن الجهاديين لم يقوموا بأعمال تخريبية داخل تونس بل يكتفوا بتدريب الشباب وإرسالهم إلى الخارج. وخوف أمغار من تحول هؤلاء الجهاديين إلى فكرة الجهاد داخل تونس، فهذا سيشكل الخطر الأكبر، وربما يحدث هذا في وقت قريب إذا تولى السلطة حزب مدني وليس إسلامي مثل حزب نداء تونس.