ستكون للعقوبة التي وقعها الاتحاد الانجليزي لكرة القدم على لاعب فريق ليفربول لويس سواريز، تداعيات ضخمة ليس فقط على مستقبل المهاجم الأوروجوياني ولكن أيضا على المستقبل المالي للفريق الانجليزي. وتعني عقوبة الإيقاف لعشر مباريات التي وقعت على سواريز لعضه لاعب فريق تشيلسي برانيسلاف ايفانوفيتش، أن المهاجم الدولي سيغيب عن آخر أربع مباريات في هذا الموسم وست مباريات في الموسم الجديد. وبلا شك فإن المهاجم الأوروجوياني كان له دور بارز مع الفريق هذا الموسم، حيث يعتبره العديد من المحللين من أفضل لاعبي الدوري الانجليزي بجانب روبن فان بيرسي لاعب مانشستر يونايتد، وجاريث بال لاعب توتنهام، بالاضافة إلى احتلاله المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري. وسجل سواريز 23 هدفا، بنسبة 38% من إجمالي أهداف فريقه في الدوري هذا الموسم، مما جعله سلاح التهديف الرئيسي لليفربول. وتعتبر العقوبة هي الثانية له خلال أقل من عامين، وكانت الأولي بعد ادانته بتوجيه ألفاظ عنصرية للاعب مانشستر يونايتد باتريس إيفرا. وأصبح سواريز مؤخرا محور لعب واهتمام ليفربول واحتل مكان قائد الفريق ستيفين جيرارد ، حيث اعتبره المحللون كمحور اللعب الأساسي للفريق بسبب موهبته الكبيرة في صنع وتسجيل الأهداف ، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يكون مصدرا رئيسا للمشاكل في الفريق. المشكلة المالية الأولى أمام نادي ليفربول هي أن سواريز وقع على عقد جديد لمدة أربع سنوات في الثامن من أغسطس الماضي براتب أسبوعي يبلغ 80 ألف جنيه استرليني ، ولكن بنود عقده تشمل ارتفاع هذا الراتب إلى 100 ألف جنيه اسبوعيا بعد ارتفاع نسبة تهديفه في المباريات. وبعد ايقافه لعشر مباريات، سيتعين على ليفربول دفع مليون جنيه استرليني للاعب يجلس دون أن يشارك في أي مباريات. ويتعقد الموقف أكثر بسبب أن النادي أمامه فرصة واقعية للتأهل إلى الدوري الأوروبي العام القادم، ويحتل ليفربول حاليا المركز السابع في الدوري على بعد خمس نقاط فقط خلف ايفرتون. وأشارت شركة ديلويت العالمية للاستشارات المالية إلى أن عدم تأهل الفريق للدوري الأوروبي سيكلف النادي ما بين 4 إلى 7 ملايين جنيه استرليني. وتتضح الأعباء المالية لأفعال سواريز في نهاية موسم 2013-2014 في حالة عدم تأهل الفريق لدوري الأبطال، ويعاني النادي من ديون بلغت 87 مليون جنيه استرليني ، حيث حقق النادي خسائر قبل حساب الضرائب بلغت 41 مليون جنيه في عام 2011 ، قبل أن يحصل على مساعدات مالية بقيمة 47 مليون من شركة "فينواي سبورتس جروب"، وتبلغ قيمة الفوائد السنوية على دين ليفربول أربعة ملايين جنيه استرليني وهو ما يساوي قيمة راتب سواريز وعدم التأهل للدوري الأوروبي. ويعني تأهل الفريق لمرحلة المجموعات في دوري الأبطال حصوله على 6 ملايين جنيه استرليني، وبين عائدات مباريات الفريق والأرباح التي يحصل عليها من الاتحاد الأوروبي نتيجة الفوز في المباريات، يمكن للأندية المشاركة الحصول على ما يقرب من 20 مليون جنيه استرليني قبل بدء مرحلة خروج المغلوب. وبالتالي يمكن للنادي الحصول على 5ر10 مليون جنيه استرليني لمجرد المشاركة في البطولة فقط دون الوصول للمباراة النهائية. وبالنظر إلى فريق ليفربول الحالي في ظل قيادة بريندان رودجرز ، يمكن للفريق أن يحتل المركز الرابع الموسم القادم مع اجراء تعديلات طفيفة في صفوف الفريق. ومع غياب سواريز لست مباريات الموسم القادم ، فانه من المؤكد عدم احتلال الفريق للمركز الرابع خلال أول شهرين في البطولة بالتشكيلة الحالية للفريق. ومع حاجة اللاعب "26 عاما" المؤكدة لبضع مباريات لاستعادة حاسته التهديفية ولياقة المباريات يمكن للنادي أن يفقد اللاعب لعشر مباريات في الموسم الجديد ، وهو ما لا يمكن أن يتحمله الفريق. ولا يمتلك "الريدز" الامكانات المالية لتجعله قادرا على شراء هداف يمكنه تعويض غياب سواريز. ويتعين على ليفربول بذل جهود كبيرة هذا الصيف لتحديد هدفهم الموسم القادم ، حيث أنه في حالة وجود طموح لاحتلال المركز الرابع الموسم القادم، يجب عليهم التفكير في بيع سواريز. وتبلغ قيمة المهاجم حاليا 40 مليون جنيه استرليني، ويجب على النادي بيعه لفريق تأكد من تأهله لدوري الأبطال مثل يوفينتوس، الذي أعرب مرارا عن اهتمامه بضم اللاعب. وبمجرد بيع اللاعب، سيكون نادي ليفربول في موقف يسمح له بالبحث وضم لاعب بديل، واذا عملت إدارة النادي بجهد يمكنهم استبدال اللاعب الأوروجوياني بلاعبين أو ثلاثة لاعبين متميزين يمكنهم افادة الفريق في أكثر من مركز. وأثرت عقوبة الايقاف لعشر مباريات ليس فقط على مسيرة اللاعب الاحترافية وموقفه وسمعته في عالم كرة القدم، ولكن أيضا على موقف النادي الانجليزي وطموحه للتخلص من عثرته المالية الحالية. أ ش أ أخبار مصر - رياضة - البديل