قال الدكتور ناجح إبراهيم الداعية والمفكر الإسلامي إن الرحمة بالخلق يجب أن تكون الأساس الذي ينبني عليه عمل الداعية دون الالتفات للساخرين من مهمة الداعية إلى الله، مستشهدًا بما حدث معه في الجامعة الأمريكية في مناظرته مع باسم يوسف حين حاول الحضور من طلاب الجامعة التشويش عليه بالصفير والتصفيق، فلم يحاول منعهم ولم يُبدِ غضبًا من تصرفهم، وإنما أكمل حديثه في لطف وود؛ مما جعلهم ينصرفون عن محاولاتهم الصبيانية ويقبلون عليه بأفئدتهم وعقولهم منصتين لما يقول. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها أمس الأحد الجماعة الإسلامية بقرية دهمروا بمركز مغاغة بالمنيا بحضور الداعية الإسلامي رجب حسن مسئول الجماعة بمحافظة المنيا والدكتور جمال الهلالي أمين عام حزب البناء والتنمية بمحافظة المنيا. وأشار "ناجح" إلى أن هذا الفقه الدعوي المبني على الرحمة والاستيعاب ينبغي أن يكون زاد الداعية في عمله على هداية الناس لربهم، وإلا أصبح كالتاجر الفاشل الذي يسبب الكساد والبوار لتجارة رابحة. وعن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية أكد أنه لا بد من توافر الرحمة والتواضع، وأن يقف دوره عند حدود الإرشاد لا أن ينصب نفسه قاضيًا على الناس، ومن هنا كانت نصيحته لبعض الدعاة الذي يظنون أنفسهم بوابين على أبواب الجنة والنار يدخلون من يشاءون الجنة ويحكمون على مخالفيهم بأن مصيرهم جهنم، حيث نصحهم بأن يتخلوا عن هذا الفهم الخطأ في خطابهم. وتحدث "رجب حسن" عن دور الدعاة في النهوض بالمجتمعات في كلمته التي بدأها بعرض موجز لمحاولات بث اليأس في نفوس الناس وتنفيرهم وملئهم بالإحباط من الوضع الجديد من قِبَل بعض القنوات الفضائية، مشيرًا إلى أن وظيفة الداعية في العمل على دحض ما يثار من شبهات وبث الأمل في نفوس الناس، وأن ذلك يأتي عن طريق الارتقاء بإيمانهم وتقوية يقينهم بربهم والثقة بوعده بالنصر والتمكين لأهل الإيمان، مستشهدًا بقصص الأنبياء في القرآن الكريم وبمشاهد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وطالب مسئول الجماعة بالمنيا الدعاة بترك السياسة لأهلها، موضحًا أن انشغالهم بالسياسة أضر بالدعوة وأضاع ثمارها ولم يرتقِ بها. وخلال كلمته أكد الدكتور جمال الهلالي أمين حزب البناء والتنمية بالمنيا أنه من معالم عظمة المنهج الإسلامي شموليته التي تجعل من الإسلام دينًا ودولة في آن واحد؛ مما يدعو للحديث عن السياسة بهدف الإصلاح والعظة، وتناول بعد ذلك الوضع السياسي الراهن مفندًا حجج المنفرين الذين يدَّعون أن النظام الحالي يتجه بمصر إلى نموذج الدولة الفاشية، واختتم كلمته ببيان بعض الإنجازات التي حدثت في الفترة الماضية لكي يكون دليل الواقع أبلغ من دليل الكلام في الرد على المعارضة.