سيناء ارض الفيروز والبطولات ،تلك الرمال التى ارتوت بدماء شهداء احرار دافعوا عن كل شبر فى ارض سيناء وتخليصها من براثن العدو الاسرائيلى ،وكان من الطبيعى بعد تحرير الارض الاتسقط دماء جديدة،ولكن حدث العكس وانتشرت فى الفترة الاخيرة وبعد اندلاع ثورة يناير وفىظل الانفلات الامنى تحولت سيناء من ارض البطولات الى ارض تمارس عليها الاغتيالات والتفجيرات والقتل والعنف من قبل جماعات جهادية مسلحة . ليبقى السؤال وحيدا حزينا هل حررنا سيناء من اجل ان تتحول الى منتجع للجماعات الجهادية المتطرفة،واسبا تواجداه اوكيفية الخروج من الازمة ،وطالما هذه الجماعات تتخذ من الدين شعارلها فيبقى دور المؤسسات الدينية مطلوبا وبقوة لمواجهة هذه الافكار لنرى ماذا تفعل .. قال اللواء طلعت مسلم الخبير الامنى انها لم تتحول الى امارة اسلامية بهذا الوصف الذى تبالغ فيه وسائل الاعلام ،ولكن فى نفس الوقت لاننكر تواجد جماعات جهادية متطرفة ومسلحة بالاضافة انها تتميز بالتنظيم . واشار مسلم ان هذا التنظيم التى تتمتع به هذه الجماعات يدلل على انها مخترقة ومستخدمة من قبل اجهزة استخبارات رفيعة المستوى ،تقوم باستغلالها لصالح خدمة مصالحها فى المنطقة ،وهذا امر طبيعى نظرا لحيوية واستراتيجية موقع سيناء ،مؤكد ان هذه الجماعات لاتنتمى الى تنظيم واحد بل جهات مختلفة منها حماس وامريكا والقاعدة . واضاف مسلم ان من مصلحة اسرائيل تواجد مثل هذه الجماعات المسلحة الارهابية ،لتتخذها ذريعة لاحراج القوات المسلحة المصرية ،سواء على المستوى المعنوى بان تكرار حوادث القتل والتفجيرات التى تقوم بها هذه الجماعات يصدر صورة سواء داخلية او خارجية بضعف الجيش المصرى وعدم قدرته على السيطرة الامنية على منطقة كشمال سيناء تمثل خطورة وتهدد الامن الاسرائيلى . واشار ان تردى الاوضاع لهذه الدرجة وتشكيل هذه العصابات الاجرامية كانت له جذور بعيدة،ليست متعلقة فقط بالانفلات الامنى الذى اعقب ثورة يناير،فاول هذه الاسباب هو غياب التنمية الشاملة من شمال سيناء وحالة الاهمال المتراكم ادت الى مزيد من الفقرودفعت المواطن السيناوى للجوء الى طرق غير شرعية اهمها زراعة المخدرات ،بالاضافة الى تبنى الافكار الجهادية المتطرفة المعادية للشرطة والجيش باعتبارهم ممثلى الدولة بسيناء ،ومن ثم يصب عليهم لعنات ورغبات الانتقام من هذه الجماعات المتطرفة التى لم تجد اى سبيل اخر للعمل ،فهى لم تجد اى اهتمام بها من قبل الدولة . ويرى مسلم ان الخروج من هذه الازمة يجب الا يقتصرعلى الحل الامنى فقط فى معالجة قضايا سيناء ،بلاشك على الدولة ان تلاحق هذه العناصر الاجرامية نولكن فى نفس الوقت عليها ان تقضى على العوامل المساعدة لوجود مثل هذه العناصر ومنها الانفاق التى تشكل خطرا داهما على مصر وطريق لعبور اى جماعات او خارجين عن القانون وفتح المعابر بدلا من الانفاق حتى تكون تحت رقابة الدولة ،بالاضافة الى البدء فى تنفيذ خطط تنمية حقيقية على ارض سيناء تستوعب البطالة التى تشكل حجر زاوية يدفع بالشباب الى التطرف او تهريب المخدرات او تجارة الاسلحة فى ظل الغياب الامنى . اما معاهدة السلام فلابد من تعديل الملحق الامنى لها حتى تتمكن مصر من زيادة عدد قواتها المتواجدة فى المنطقة ج ،ولكنه اضاف ان هذا التعديل لن يتم بسهوله ،لانه من صالح اسرائيل بقاء المعاهدة على الوضع الحالى فهو يعتبر اكبرمكسب لاسرائيل ،لانها يمكنها ان تحتل كل سيناء قبل ما قواتنا المسلحة تعدى قناة السويس ،لذا يجب دخول مصر فى مفاوضات مستقبلية حول تعديل هذا الملحق الامنى واقناع المجتمع الدولى بان ذلك يشكل ضرورة حتى تتمكن مصر من القضاء على العناصر الاجرامية فى شمال سيناء وعن أسوأ السيناريوهات المتوقعة من استمرار هذه الجماعات الجهادية الارهابية ،وشنها لمزيد من التفجيرات او القلائل فى الفترة القادمة ،يرى مسلم اول هذه السيناريوهات بانه انه سيكون فرصة مناسبة تستطيع ان تستغلها اسرائيل لاحراج مصروترجع الى محكمة العدل الدولية فى لاهاى ضد مصر بدعوة ان هذه التنظيمات الارهابية تزعزع امن اسرائيل وان ذلك يمثل انتهاكا للاتفاقيات الدولية الموقعة بين مصر واسرائيل ،اما السيناريو الاخطر هو تتحرك اسرائيل عسكريا تجاه سيناء وهنا لايمكن توقع نتاج مايمكن ان يحدث فاما ان تحتل جزء من سيناء او تحتلها كلها . ويتفق معه اللواء اركان حرب محمد على بلال نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية،مضيفا ان الدولة المصرية هى السبب الاول فى تواجد مثل هذه التنظيمات الارهابية المتطرفة التى توطنت فى شمال سيناء ،ففى الوقت الذى نحتفل فيه بذكرى التحرير الذى مر عليها 31 عام ،فيجب ان نعترف ان ماتبقى من تحرير سيناء سوى هذه الذكرى الاحتفالية التى يتم احيائها كل عام ،ولكن غابت اهم مظاهر الاحتفال بسيناء باستغلال كل حبة رمل بها ،فالتنيمة غابت عن سيناء ،والغريب ان الاحتلال الاسرائيلى صنع تنمية بها لم نحققها نحن كأصحاب ارض بعد استردادها ،فهدمنا مزارع "يميت "المصدرة للخضروات والفاكهة ،كما تم تدميرمصنع السمك ببحيرة البردويل ،ولم نتمكن من الاستفادة من هذه البحيرة التى كان يمكن استغلالها بقوة فى تصدير اجود الاسمال للعالم . واشار اللواء بلال ان النتيجة الطبيعية لغياب كل مظاهر الخدمات لاهل شمال سيناء وتحول سيناء الى منطقة محرومة ،فضلا عن الفراغ السكانى مع مساحة مترامية الاطراف ،هو ان تصبح سيناء ارض خصبة لتنمو بها الافكار المتطرفة تأوى هذه الجماعات الارهابية التى تصدر عملياتها ضد قوات الامن ،فالدولة مسئولة عن خلق حالة العنف الموجودة بسيناء . ويرى بلال ان المفتاح السحرى للخروج من هذه الدائرة الخطيرة هو التنمية ،وان تنزل الدولة وتستمع عن قرب لمتطلبات واحتياجات اهالى سيناء ،ويتم التوقف عن تلك السياسات التنموية الفوقية التى لاتمت بصلة بأرض الواقع وتصبح مجرد اموال مهدرة لا توجه الى اماكن الانتفاع الحقيقى بها. وبعد التعرف على الرؤية الاستراتجية التى حددت اهم الاسباب التى ساهمت فى انتشار الجماعات الجهادية الاراهبية فى شمال سيناء،يبقى السؤال مالذى يمكن ان تفعله المؤسسة الدينية الرسمية من ازهر واوقاف لمواجهة هذه الافكار المتطرفة وانقاذ ماتبقى من عقول قبل ان يتم غسلها بأفكار مظلمة لا تمت للدين بصلة. يقول د.جمال عبد الستارورئيس الاداره المركزيه، لشئون الدعوه، بديوان عام وزاره الأوقافان ملف سيناء يعتبر من الملفات الشائكة نظرا لطبيعتها الامنية ،وادت الظروف الامنية غير المستقرة فى الفترة الاخيرة الى ظهور مثل هذه الجماعات المتطرفة ،ومن ثم فالاوقاف بصدد تنفيذ خطة يشترك فيها عدد كبير من علماء الامة ،عبارة عن تكوين قوافل دعوية تتوجه الى شمال سيناء وتزور كل المناطق وخاصة المعروف بانها تتركز فيها هذه الافكار السلفية المتطرفة لتوعية الشباب وتنويرة. واضاف عبد الستار ان هذه القوافل هو نشر الفكر الوسطى الاسلامى ،ومناقشة الفكر بالفكر،لان الحلول الامنية وحدها لن تكفى، فهذه الافكار الغريبة عن مجتمعنا المصرى المتسامح لابد من التعامل معها بشكل موضوعى وهذا ماتخطط له وزارة الاوقاف حيث تسعى الى اعداد حصر شامل لكافة المساجد والزوايا الموجودة بشمال سيناء ونقل تبعيتها الى الاوقاف ،حيث يوجد العديد من المساجد نظرا لكبر المساحة الجغرافية لاتخضع للاوقاف ،ولكن سيتم توفيرمزيد من الدعاه حتى تتمكن الوزارة من السيطرة على المساجد والا تستغل من قبل تيارات متطرفة تنشر افكار سلبية عن الاسلام. واكد عبد الستار ان هذه القوافل الدعوية التى تعقد الندوات والمؤتمرات الجماهيرية ستتميز بالديمومة والاستمرارية لتغطى جميع شهور السنة ،وسيتم اختيار عدد من الدعاه المحبوبين ويتمتعوا بشعبية ليرافقواهذه القوافل لتجذب اليها مزيد من الاهالى . بينما يرى د.على عبد الباقى امين عام مجمع البحوث الاسلامية ان دور الازهر موجود فى كل محافظات الجمهورية ،وسيظل المنبر الوسطى فى هذه الدولة الذى ينشرالمفاهيم الصحيحة للدين الاسلامى ،ودائما يتصدى لاى افكار متطرفة ويقوم بتوجيهها للصواب ،ولكن الازهر لا يستطيع ان يتعامل مع هذه الجماعات الارهابية التى تختبىء فى دهاليز وتقوم باعمال تخريبية ،وهذه الجماعات المتطرفة المنتشرة فى شمال سيناء تحتاج الى ملاحقة امنية للقبض عليهم ،فهم لايؤمنون بالحوارفلغتهم الوحيدة السلاح . ومن جانبه اكد عبد الباقى ان الازهر يمد يده بالحوارللجميع ،وعلى استعداد ان يخلق حوار مع هؤلاء الجهادين فى حالة ان تكون هناك نية حقيقية لديهم فى وقف العنف والتخلى عن السلاح وقبول الاخر،بالاضافة الى اهمية التعاون المشترك فى الفترة المقبلة بين الازهروالاوقاف وانشاء مزيد من مراكز الدعاه المتخصصة فى شمال سيناء من اجل نشر الفكر الوسطى الاسلامى ومواجهة اى بذور لافكار وهابية متطرفة تدفع المجتمع نحو العنف وعدم الاستقرار. اللواء محمد على بلال :الدولة هى المسئول الأول عن تواجد هذه الجماعات المتطرفة مدير ادارة الدعوة بالاوقاف :نخطط لارسال قوافل دعوية تجوب محافظة شمال سيناء لنشر الفكر الوسطى أمين عام مجمع البحوث الاسلامية:الازهر على استعداد للحوار مع الجهادين لنبذ العنف