يضعنا عرض "إنت لسه حر" لفرقة قصر ثقافة بورفؤاد مباشرة أمام سؤال الحرية ودهشة المفارقة الغريبة بين عنوان العرض والسلسلة الطويلة من التحديات والمعاناة التي اضطر فريق العرض لخوضها ليثبتوا حقهم بالعرض في مسابقة المهرجان القومي للمسرح، وبموقفهم الشجاع في مواجهة الضغوط التي مورست عليهم من منتج العرض "هيئة قصور الثقافة" التي تخلت عنهم تماما في تواصل للتآمر الرسمي لإقصاء بورسعيد. النص الأصلي كتبه لينين الرملي قبل ثلاثين عاما بعنوان متسائل "إنت حر؟" وأضاف له فريق العرض "لسه" ليفسرها المشاهد كما يتراءى له، هل حقا ولدتنا أمهاتنا أحراراً كما قال الزعيم أحمد عرابي الشهيرة ونفقدها يوما بعد يوم بدءا من البيت إلى المدرسة والجامعة ثم المجتمع والسلطة وحيرته بين الأفكار والسياسات المتعارضة وتراكمات القيود التي تتشابك حول الإنسان وتتعقد أكثر كل يوم لتظل فكرة الحرية أملا مراوغا. يتناول العرض مسيرة حياة بطله عبده منذ الميلاد والمحطات المهمة فيها، ويعتمد أسلوب أداء صوتي منغم، ويلعب الإيقاع دور كبير في الانتقال بين المشاهد من خلال عازفي إيقاع على جانبي المسرح كأنهما حراس إيقاع الحياة، كما وظف الأداء الحركي الاستعراضي للممثلين في لوحات تعبيرية جيدة، ووظف المخرج الأداء الصوتي على الإيقاع، وكان ذروته في لوحة تجمع فيها الممثلون لينشدوا احتفالا بعيد ثورة يناير، في تجميع وتوزيع لأصوات مأمأة وهوهوة ونهيق. الفنان محمود الليسي دراماتورج العرض وبطله الذي يجسد الشخصية الرئيسية عبده، قال للبديل: إنه يفضل ترك التساؤل مفتوحا ليقول للمشاهد "جاوب أنت"، وعن التغييرات التي استحدثت في العرض الذي قدم لأول مرة في أعقاب ثورة يناير، وعند تقديمه هذه المرة شهد عدة تغييرات، قال الليسي: إن التغيرات والأحداث التي مررنا بها خلال العامين الماضيين فرضت صداها لكن دون مباشرة. "إنت لسه حر" إخراج أحمد يسري، دراماتورج وبطولة محمود الليسي، مع عدد كبير من الفنانين منهم: السيدة عبد الرحيم، أحمد عبد الناصر، عمرو توفيق، عالية شلبي، محمد الشخيبي، محمود متولي، عبد الرحمن يسري، سينوغرافيا محمد عبد الغني، تصميم حركي محمود متولي، ديكور محمد حسن أبو المعاطي، رسوم ديكور محمد أنسي وأحمد الجيار، ألحان وإيقاع محمد عادل، ملابس رنا حسن.