أعلن ضباط 8 إبريل، منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير، عصيانهم على بعض القيادات ورغبتها فى التصدي للشباب وإحباط أي محاولة لإسقاط النظام القديم، ولكن هؤلاء الأسود كشروا عن أنيابهم ورفضوا أن يكونوا آلة لهدم الثورة، وتحملوا نتيجة قراراتهم، ولم يقف بجانبهم سوى الثوار فظلوا يطالبوا بالإفراج عنهم وتكريمهم، ولولا موقفهم لكانت ثورة يناير مجرد انتفاضة شعبية، وقف ضدها النظام بكل ما يملك من قوة ورجال ومؤسسات تدين بالولاء له، وهكذا يظل الجيش المصري الذى أنجب عبد المنعم رياض والشاذلي والجسمي يضرب أروع الأمثلة لوفاء رجاله للشعب المصري وليس لحاكم. ويقول العقيد طيار هانى شرف، أحد ضباط 8 أبريل الذين خرجوا للتظاهر في ظل الحكم العسكري، تشرفت بالمشاركة في ثورة 25 يناير بصحبة نجلي منذ اليوم الأول الأول لها، لأنني كرهت الفساد والاستبداد وتمنينت أن تنصلح الأحوال، ولو رجع الزمن للوراء لكررت ما فعلت، فلست نادمًا على خروجي للتعبير عن رأي رغم ما تعرضت له من اعتقال لمدة 4 شهور في "الحبس الأنفرادي"، الأمر الذي كان يمثل صعوبة كبيرة يمكن أن تصيب أخرين بالجنون. ويتابع شرف "في جميع الدول التي وقعت بها ثورات شعبية، نجد هناك فعل استثنائي وتاريخي لا يتكرر، وهذا ما حدث في النموذج المصري عقب خروج ضباط شرفاء من داخل الجيش عن صمتهم "ضباط 8 أبريل" وغيرهم، ونزلوا للتعبير عن رفضهم للاستبداد الموجود أيًا كان المسئول عنه، وحماية الثورة من الأداء السيئ لطنطاوي وقتها. وعن الوضع الحالي للثورة، يوضح أن ما يحدث الآن من تقسيم للشعب المصري بين إخواني وليبرالي ووضع فصيل بعينه موضع اتهام، كل هذا لا يصب في صالح البلاد بل يعرضها للضرر، فالثورة تخرج ضد نظام بأكمله لا جزء من الشعب، مشيرًا أن من يحكم مصر الآن يعد أفضل من أي بديل مرشح من عباءة النظام السابق، ويجب أن يكون الاختلاف بين المعارضة والقوى الأخرى قائم على النصح والإرشاد والضغط الثورى الخالص الخالي من أي رموز للفلول، وأن يكون كل ذلك عن طريق السبل الديموقراطية كالانتخابات. ويرى أن الشفافية ووضوح الرؤى أهم ملامح الثقة بين الحاكم والشعب التي يجب أن تتوفر حتى نعرف جميعًا حجم المشكلات التي تواجهنا دون أي تزييف، إضافة إلى ضرورة إعادة بناء وزارة الداخلية وليس مجرد تطهيرها. ويشير "شرف"، إلى أنه سيخرج للمشاركة في ثورة جديدة إذا استمرت جذور الفساد في مكانها، ولم يتغير أسلوب إدارة الوطن للأفضل، ولم يعد هناك أمل في الاصلاح. ويعبر "شرف" عن إعجابه بإدارة المؤسسة العسكرية في ظل "السيسي" الذي عمل بقوة على النهوض بها، وعودة حقوق الضباط، ورفع الروح المعنوية والقتالية، واصفًا أداءه ب"المشرف". وعلى جانب آخر، قالت والدة النقيب محمد الوديع أحد ضباط 8 إبريل المعتقلين، أن الحالة النفسية لإبنها وزملائه بعد الإفراج كانت سيئة جدا؛ بسبب ما تعرضوا له خلال حبسهم في السجن الحربي، أما الآن فقد حدث تغييرا كبيرا بعد ذهابهم لمركز النصر للشئون النفسية، ويحرص "الوديع" على أن يذهب كل يوم للمركز ليتم تأهيله نفسيا، وساعده في ذلك رغبته في العودة لعمله مرة أخرى، وأن يؤدي واجبه كما كان قبل الثورة، وهو الآن ينتظر أن يتم عرضه على لجنة طبية يوم 1 يوليو المقبل، ومن بعدها سيتسلم عمله. العقيد هاني أشرف: اعتقلت 4 شهور انفرادي.. وتظاهري ضد الاستبداد والظلم شرف لي والدة النقيب محمد الوديع: ابني يتم تأهيله نفسيًا.. وحالة الضباط سيئة بعد حبسهم بالسجن الحربي