استقبال حافل للرئيس المصري في السودان، وحفاوة من الصحافة الرسمية بهذا اللقاء المصري السوداني والذي اعتبرته بعض الصحف تأخر كثيرا، ولكن الصحف المعارضة توقفت كثيرا عند الاتفاقات الأمنية والاقتصادية خاصة المنطقة الصناعية التي اقتطعت للاستثمار المصري، وبلدة في حلفا شمال السودان. نقل موقع "حريات" عن مصادر وصفها ب"الموثوقة" أن حكومة المؤتمر الوطني الحاكمة في السودان تنازلت عن منطقة "صحابة" الواقعة شمال مدينة حلفا القديمة السودانية للحكومة المصرية، وذلك في إطار المفاوضات الأخيرة بين حكومتي مصر والسودان بقيادة وزير الخارجية علي كرتي وبكري حسن صالح. وأضافت المصادر للموقع السوداني المعارض للحكومة أن خلافات نشبت بين الجانب المصري ووزير الخارجية علي كرتي، مما دفع الخرطوم لسحب الملف من الخارجية السودانية وإيداعه لدى بكري حسن صالح. وسرد الموقع السوداني تفاصيل الخلاف نقلا عن المصادر وقال إنها متعلقة ملف الحدود المصري السودانية، ووافقت الخرطوم على أن تكون منقطة "صحابة" عسكرية وحامية مصرية. وقال الموقع السوداني إن مواطنين من منطقة حلفا، أكدوا على أن الحكومة المصرية شرعت في وضع اليد على "صحابة" وبدأت في بناء حامية عسكرية مصرية عليها. وفيما يتعلق بهدف الزيارة قال الموقع السوداني أن الهدف الأساسي أمني، نقلا عن مصدر مطلع، يتعلق بأمن المياه بعد إعلان حكومة جنوب السودان عن نيتها الالتحاق بدول المنبع التي تسعى إلى إعادة التفاوض حول تقاسم مياه النيل بصورة أكثر توازنا وعدلا، إضافة إلى الأمن الإقليمي وهو ملف يرى الموقع أنه يهم المؤسسات المصرية وجماعة الإخوان لسببين، الأول حماية أمن إسرائيل لاستمرار المعونات الأمريكية ودعم الإخوان، والثاني أمن مصر والجماعة فالأسلحة المهربة من السودان تنتهي إلى أيادي جماعات إسلامية أكثر تطرفا وخارجا عن السيطرة، وكذلك في حال تطور الأمر في مصر وتدخل الجيش تحتاج الجماعة إلى تأمين خطوطها الخلفية مع السودان. صحيفة "سودان تريبليون" والتي تقدم تغطيات واسعة للمعارضة السودانية والحراك الشعبي الشبابي هناك، عنونت تغطيتها للزيارة المصرية السودانية "البشير يخصص مليونين متر مربع شمال الخرطوم للاستثمار المصري"، وذكرت أن البشير أعلن عن تصديق بمساحة أرض لتكون منطقة صناعية للصناعات المصرية، وقام بتقديم خريطة تشمل الأرض التي تبلغ مساحتها مليوني متر مربع في المنطقة الصناعية جوار "مصفاة الجيلي" شمال العاصمة الخرطوم. وفيما يتعلق بأمن السودان قالت إن الجانب المصري أشار إلى أنها ستسعى لدمج مختلف الحركات الدارفورية في اتفاقية السلام، إضافة إلى دعم مصر لمؤتمر إعادة دارفور المقرر عقده بالدوحة الشهر الجاري. وذكرت الصحيفة أن حزب المؤتمر الشعبي تلقى دعوة لمقابلة بين حسن الترابي زعيم الحزب والرئيس المصري بفندق السلام روتانا صباح اليوم.