فى الخامس من إبريل من كل عام، يحتفل أطفال فلسطين بيوم الطفل، وهم لا يزالون يعانون من أبسط حقوقهم بالتمتع بطفولتهم البريئة وحقهم في الحياة، جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم.. بهذا التاريخ يجدد أطفالنا بحثهم عن الحرية والعيش بكرامة كسائر أطفال العالم. فمنذ بداية انتفاضة الأقصى وأطفال فلسطينالمحتلة ضحية للعنف الإسرائيلي، حيث قتلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية منذ بداية الانتفاضة أكثر من 740 طفلاً دون الثامنة عشرة من العمر. وخلال هذه الانتفاضة أُصيب ما يزيد على 9000 طفل، المئات منهم أُصيبوا بإعاقات جسدية دائمة، إلى جانب المعاناة التى يواجهها الآلاف من الأطفال من صدمات نفسية نتاج معايشتهم لأحداث مُروّعَة، فضلاً عن اعتقال سلطات الاحتلال لما يزيد على 4000 طفل منذ بدء انتفاضة الأقصى حتى يومنا هذا. وقد تم اختيار تاريخ هذا اليوم لمناشدة المجتمع الدولي تطبيق الالتزامات المعلنة بحماية حقوق جميع الأطفال، وعلى الأخص النظر بعين الاعتبار لوضع الطفل الفلسطيني؛ لممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإرغامها على الانصياع للقانون الدولي للتوقف عن انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين، وتطبيق توصيات لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الأطفال الفلسطينيين. وبمناسبة الاحتفال بيوم الطفل الفلسطينى، أعدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين أمس الخميس تقريرًا، أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مستمرًّا في انتهاكاته المتصاعدة بحق الأطفال الفلسطينيين، حيث استشهد 42 طفلاً خلال عام 2012، بينهم 33 سقطوا خلال الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة. وسُجل في الآونة الأخيرة ارتفاع في أعداد الأطفال المعتقلين، حيث بلغ عددهم في شهر يناير الماضي 223 طفلاً، فيما وصل عددهم خلال فبراير 236، بالإضافة إلى تعرضهم لأشكال مختلفة من سوء المعاملة والتعذيب أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم. بشير أبو حطب مستشار أول السفير الفلسطينى فى القاهرة قال: "يوم الطفل الفلسطينى يمثل لدى الشعب بأكمله الأمل؛ فهذا الطفل الذى نحن بصدد الاحتفال به لم يكن طفلاً كباقى أطفال العالم؛ لما يعانيه من بطش الاحتلال الإسرائيلى وتعرض للأسر فى السجون الصهيونية، وهو طفل تعرضت مدرسته وبيته ومستشفاه للهدم من قبل الاحتلال، كما أنه طفل فقد الرعاية، ويتعرض للإصابة والقتل كل يوم. وأضاف أبو حطب "ورغم كل ما سبق فإن الأطفال الفلسطينيين يتوقع لهم مستقبل واعد، فالعشرات من الأطفال الفلسطينيين قد استشهدوا، والمئات منهم فقدوا آباءهم، والآلاف تمت إصابتهم، ورغم ذلك فإن هناك الآلاف من الآطفال الذين هم الآن فى مدارسهم من أجل رفعة تحرير وطنهم". مخلص برزق باحث فلسطينى مختص في دراسات بيت المقدس يؤكد أن "الطفل الفلسطينى يُقبر قبل أوانه، ويواجه الوجه القبيح للمعاناة أمام المحتل الصهيونى البغيض، وهى معاناة لا يواجهها أى طفل فى العالم، وتقع عليه أعباء كبيرة تؤدى به إلى مرحلة النضج وإلى الإبداع، فلقد رأينا منذ عدة أيام فوز أحد الأطفال الفلسطينيين بالمركز الأول فى الحساب الذكى على مستوى العالم وآخرين من الأطفال الفلسطينيين نراهم فى أعلى الدرجات العلمية ويحصلون على أعلى الشهادات". وأشار برزق إلى أنه على الرغم من الصعوبات التى تواجه الطفل الفلسطينى، فإن نسبة المتعلمين فى فلسطين قد تفوق نسبة المتعلمين من الشعوب المحسوبة على الدول الراقية، مؤكدًا أن هذه المعاناة التى يواجهها الطفل أدت إلى حرص الفلسطينيين على الحصول على أعلى الشهادات فى العالم؛ لمواجهة آلة التضليل الإعلامية والبطش الصهيونى. وقال برزق إن الطفل الفلسطينى بحاجة إلى رعاية خاصة من الشعوب العربية والإسلامية، وهو كثيرًا ما يحدث بالفعل من كثير من الدول العربية والإسلامية عبر الهيئات الخيرية للإنفاق على المؤسسات التعليمية الفلسطينينة من مرحلة الحضانة حتى التعليم الجامعى. وأكد برزق أن الطفل الفلسطينى هو الذى فجر انتفاضة الحجارة، فقامت ثورة حتى الآن نشهد توابعها وامتداداتها، وكان الطفل حاضرًا فى صفوف المنتفضين، ويعد هو المبادر فى المواجهات مع الاحتلال الصهيونى دون خوف من آلة البطش العسكرية ولا يبالى من تبعات مواجهته.